إيلاف من القدس: يحيى السنوار ومحمد ضيف يعرقلان أي اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحماس، هذا ما أكدته مصادر عربية لـ "إيلاف"، مشيرة إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وقيادة الحركة في الخارج، توصلا إلى تفاهمات من خلال الجانب المصري لضمان التهدئة مع إسرائيل خلال اليومين المقبلين.

السنوار وضيف يرفضان

إلا أن محمد ضيف، القائد العسكري لحماس، ويحيى السنوار يرفضان أي هدنة أو وقف للنار في غزة، ويدفعان في اتجاه استمرار المواجهة وضرب إسرائيل في العمق، وإطلاق الصواريخ للإثبات لإسرائيل والعالم أن حماس لا تركع، وتملك قدرات صمود لأشهر طويلة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن السنوار وضيف في غزة يختبئان، تحت الأرض أو في مستشفى أو مدرسة أو جامع، بحسب المصادر، بينما ينعم إسماعيل هنية وخالد مشعل وأبو مرزوق بنعمة التنفل الحر في العاصمة القطرية الدوحة، ويلتقون بالوفود العربية وغيرها من أجل العمل على وقف المواجهة الدامية والقاتلة، والتي بلغ عدد قتلاها من الفلسطينيين أكثر من 200 قتيل، بينما سقط في إسرائيل نحو عشرة قتلى.

وأدت هذه الجولة إلى تدمير أجزاء واسعة من غزة، حيث وصل عدد من لا منازل لهم منذ بداية هذه المواجهة إلى اكثر من خمسين ألفًا بحسب تقرير الأونروا، وهذا العدد مرشح للتصاعد مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على مواقع واحياء سكنية في القطاع.

تعنت غير مفهوم

من جهته، قال مصدر كبير إن أحدًا لا يفهم تعنت السنوار والضيف في هذا الأمر. وعزا المصدر ذلك إلى مآرب شخصية لدى كل منهما تقودهما إلى استمرار المعارك، والتي تؤدي بالتالي إلى تدمير غزة وكل منشآتها المدنية، ومن مصلحة السنوار في هذه المرحلة التوصل إلى تهدئة، خصوصًا أنه رسم مع محمد ضيف صورة نصر معنوي على إسرائيل بضرب القدس من جهة، وتل ابيب قلب اقتصاد إسرائيل من جهة أخرى، ناهيك عن دخول عرب إسرائيل على خط المواجهة ودعم حماس، وهو الامر الذي لم يحلم به السنوار ولا الضيف على حد تعبير المصدر.

أضاف المصدر لـ "إيلاف" أن السنوار "ربما يحاول الانتقام لسنوات السجن الطويلة في إسرائيل، وكذلك يريد ضيف الانتقام من إسرائيل لاستهدافه واصابته".

وأشار المصدر إلى أن هناك لقيادات في حماس ملاحظات على تصرف السنوار هذا، والذي لا يلائم القائد الذي يتمتع بالرؤية السياسية الثاقبة، ويغلب مصلحة شعبه على مصلحته.

تل أبيب لم ترد

الى ذلك، تفيد المعلومات أن الجانب المصري اتصل بقيادات إسرائيلية رفيعة في محاولة لحمل إسرائيل على الاعلان عن وقف للنار من جهتها، وبالتوازي تعلن حماس تقيدها بوقف النار. إلا أن تل أبيب لم ترد حتى الآن، وهي تهدد بتوجيه ضربات جديدة إلى أماكن جديدة ومناطق لم تستهدفها من قبل، على حد قول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هداي زيلبرمان.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد تحدث مع الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي أكد دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وناشد في الوقت نفسه نتانياهو العمل على إنهاء العملية العسكرية في غزة.

وتفيد المصادر الإسرائيلية أن إسرائيل حصلت على مهلة "أميركية" إضافية لاستكمال العمليات العسكرية بهدف ضرب بنية حماس العسكرية، ومصالحها الاستراتيجية المتمثلة بشبكة الانفاق، أو مترو حماس كما تسميها إسرائيل.