إيلاف من الرياض: بمناسبة عشرينية إيلاف، يقول الكاتب والصحفي السعودي خالد السهيل إنها عندما انطلقت، كانت أنيقة رشيقة، وكانت تعرف كيف تصل إلى القارئ بمنتهى التألق.. مفردات صحفية بيضاء، وعناوين رشيقة، وتنوع يندر أن تجده في مكان آخر... فقد كان محتوى إيلاف يمثل "الديجيتال" بأبهى صورة.

لا أجامل إن قلت إن إيلاف كانت ولا تزال أميز صحيفة إلكترونية في الفضاء العربي، إذ قدمت وجبة صحفية بمهنية عالية، وأضافت إلى ذلك ميزة الحفاظ على خط تحريري ثابت.

إيلاف لم تتغير. ولم تتبدل. ولم تتنازل عن اللغة الصحفية المميزة.

ظهر بعد إيلاف صحف إلكترونية متعددة، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى سقف تجاوزته إيلاف.

الكل يعلم أن إيلاف كانت أكثر الصحف الإلكترونية مقرؤية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي. كانت الصحيفة - لسبب أو لآخر - محجوبة، ومع ذلك كان هناك وسيلة للاطلاع عليها وتصفحها.

لا أنسى أن إيلاف أنشأت في وقت مبكر منتديات إيلاف على الإنترنت. كانت تلك المنتديات فضاء رحبا يقابل فرق الرعب والتطرف والغلو التي كانت تتسيد الساحات العربية. بعد فترة، قررت إيلاف - وهي محقة - إيقاف هذه المنتديات، فقد زرعت الساحات العربية ومنتديات أخرى سوقًا للبذاءة والتطاول والتكفير، ولم تكن هذه المنتديات تشبه جمال وأناقة إيلاف الصحيفة.

يستحق عثمان العمير، عراب هذه الصحيفة، كل تقدير. فقد كان جريئا في وقت كان الكثيرون مترددين في تقديم تجربة صحفية عصرية ومختلفة.

ما زلنا نحتاج إلى صحف إلكترونية تشبه إيلاف، تجمع تحت مظلتها صحفيين محترفين، وتقدم تجربة مختلفة.

مع الأسف، إذا استثنينا بعض التجارب التي قدمتها الصحف التقليدية في المملكة والخليج، لا تزال الصحافة الإلكترونية العربية تغرد خارج السرب.

كل التهاني لصحيفة إيلاف.