"إيلاف" من لندن :كشف المستشار الاممي رئيس فريق التحقيق التابع للأُمم المُتّحدة لتعزيز المُساءلة عن الجرائم المُرتكبة من داعش (يونيتاد) كريم خان الخميس عن تكنولوجيا مبتكرة دشنها فريقه الدولي لجمع ادلة ونماذج ثلاثية الأبعاد لمسارح الابادة الجماعية للتنظيم في العراق وسوريا.

وخلال جلسة لمجلس الامن الدولي فقد سلط خان الضوء على ركيزتين أساسيتين من ركائز الابتكار تناولت كيفية استخدام التكنولوجيا المتقدمة من قبل فريق التحقيق (يونيتاد) لتحقيق الحدّ الأقصى لاستخدام البيانات الهائلة التي جمعها والأساليب الرائدة فيما يتعلق بالانخراط مع الشهود والتي كانت كفيلة لتمكين الناجين من التقدّم والإدلاء برواياتهم في ظلّ بيئة داعمة ومراعية لصدماتهم.

نماذج ثلاثية الابعاد لمسارح الجرائم

وعرض المستشار الخاص كريم خان شريطاً مصوراً يوضّح مجموعة من التقنيات التي اعتمدها الفريق لجمع نماذج ثلاثية الأبعاد لمسارح الجرائم، وتنقيب مواقع المقابر الجماعية المرتبطة بجرائم تنظيم داعش، وتحليل سجلات التنظيم الداخلية التي توثّق الأدلة على جرائمهم.

وفي إشارة إلى حضور الحائزة على جائزة نوبل للسلام العاقية الايزيدية ناديا مراد اوضح خان قائلا "إنّ ما سترونه اليوم ليس فيلماً أو سرداً من وحي الخيال، بل هو قصة حقيقة واقعية؛ فالقرية التي سوف تشاهدونها هي قرية ناديا، والمدرسة التي سترونها كانت مدرسة ناديا ". وأضاف المستشار الخاص قائلاً إنّ هذا الاجتماع سوف يساهم في تسليط الضوء على كيفية تسخير التكنولوجيا في تصوير مشاهد الجرائم هذه وجليها إلى المحاكم الوطنية على صعيد عالمي.

الناجون يشهدون المحاكمات
وأقرّت ناديا مراد أنّ الزخم في أنشطة فريق التحقيق (يونيتاد) سمح بالمضي إلى الأمام على نحو لم تكن تعتقد أنه ممكن؛ وأشارت قائلة "لو تمّ إخباري أنه خلال أربع سنوات من اضطلاع هذا الفريق بعمله سأتمكن من دفن إخوتي، ما كنت لأصدق".

وأشارت إلى أنه "إن كان للعدالة الحقيقية والمصالحة أن تتجلى، فيجب أن يشهد الناجون المحاكمات العادلة في المحاكم العراقية وأن يتم إشراك الناجين في هذه العملية بجميع مراحلها ".

الكشف عن التاريخ الرقمي لجرائم داعش

أمل كلوني، محامية ضحايا تنظيم داعش أشارت إلى أن تنظيم داعش لم يحاول التعتيم على جرائمه ولكنه في الواقع قام بنشرها على نطاق واسع، مؤكدة على أنّ الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيا التي اعتمدها فريق التحقيق (يونيتاد) يُمكن استخدامها لكشف التاريخ الرقمي لجرائم التنظيم داعش.

وقالت أن فريق التحقيق (يونيتاد) قد أنهى الآن موجز القضية الأولي الخاص بالجرائم ضد المجتمع الأيزيدي ووجد أدلة واضحة ومقنعة على الإبادة الجماعية. وشددت على أنه "لطالما كان الهدف من هذه التحقيقات أن تكون البداية وليس النهاية" وناشدت الدول "التي تؤمن بحقوق الإنسان إلى الالتزام بإجراء محاكمات دولية".

الذكاء الاصطناعي لتحديد المسؤولين عن جرائم داعش
اما جاستن سبيلهوغ، نائب رئيس مجموعة التكنولوجيا للتأثير الاجتماعي لدى شركة مايكروسوفت فقد اوضح كيفية قيام الشراكة بين مايكروسوفت وفريق التحقيق (يونيتاد) في تطوير "مشروع زيتو" من خلال تسخير الأدوات المتطورة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الجهود المبذولة لتحديد المسؤولين عن جرائم تنظيم داعش.

وأشار إلى أنّ الفرص التي يوفرها مثل هكذا تطبيق في التحقيقات الجنائية كانت واسعة، مؤكداً أن "القاسم المشترك الذي يربط بين هذه الجهود هو تركيزنا على استخدام الذكاء الاصطناعي للتقصي عن الحقيقة والرؤية القابلة للتنفيذ في كم هائل من البيانات ليتسنى للمحققين، والباحثين، والعاملين في الخطوط الأمامية وصانعي السياسات اتخاذ إجراءات أكثر فعالية. إنّ عملنا مع فريق التحقيق (يونيتاد) يجسّد حقاً الهدف المتمثل في البحث عن الحقيقة والرؤية القابلة للتنفيذ والبيانات".

وأعرب عن أمله "في إمكانية مشاركة هذه الجهود مع الآخرين، واستخدام المعارف الجماعية التي تم اكتسابها لتحقيق المساءلة والعدالة في التحقيقات الجنائية الدولية المهمة الأخرى". يشار الى ان فريق (يونيتاد) قد انشئ عملاً بقرار مجلس الأمن 2379 لعام 2017 لدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة أعضاء تنظيم داعش عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبوها من خلال جمع الأدلة في العراق وحفظها وتخزينها بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وقد كلف مجلس الامن كذلك المستشار الخاص رئيس فريق التحقيق بالدعوة على نطاق العالم الى المساءلة عن الأفعال التي قد ترتقي إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية التي ارتكبها داعش حيث تعمل يونتاد مع الناجين بطريقة تتماشى مع القوانين الوطنية لضمان تحقيق مصالح الناجين في مساءلة داعش بشكل كامل.