إيلاف من لندن: تعتزم مصر استثمار نصف مليار دولار في بناء قطاع غزة، وستكون الشركات المصرية هي التي ستخطط وتنفذ المشاريع، مع الحرص على عدم وصول الأموال إلى حركة حماس بأي شكل من الأشكال... هذا ما قاله مصدر مصري مؤكداً أن وفداً رفيعاً زار في الايام الاخيرة رام الله والتقى القيادة الفلسطينية وبدأ التنسيق في مسألة الاعمار، لان مصر تعترف بأن السلطة الفلسطينية هي الإدارة الشرعية للفلسطينيين.

وتجدر الاشارة هنا الى ان هناك خيبة امل في قيادة حماس من استعجال اسماعيل هنية شكر القيادة المصرية على رصد نصف مليار دولار، اذ يبدو انه لم يكن يعلم ان تلك الاموال لن تدخل عن طريق حماس.

من جهة اخرى، عبر الوفد المصري عن قلقه من الدعوات في الضفة الغربية لحمل السلاح واكد مسؤولون في السلطة تمسكهم بحل الدولتين وان الاوضاع مهيأة لذلك بالرغم من عدوان اسرائيل لان الجانب الاميركي والعرب يضغطون على اسرائيل بهذا الاتجاه، لافتاً إلى ان هناك توجهات في اسرائيل لتغيير حكومة نتانياهو وتشكيل حكومة قد تكون أكثر مرونة في العودة لمفاوضات السلام.

وأشارت مصادر اسرائيلية الى ان اسرائيل تعتبر قرار مصر اعادة الاعمار في غزة وادارة المشاريع خطوة جيدة، كما ان اسرائيل ابلغت قطر وقف ادخال الاموال الى غزة والتعامل فقط مع مصر ووقف كل اشكال المساعدات التي تصل إلى حماس وضمان وصول اي مساعدات عبر الامم المتحدة الى اصحابها فقط مع ضرورة ابراز الوثائق اللازمة.

الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية ان القيادة الفلسطينية تعتبر مصر الراعي الاهم للتهدئة في المنطقة وأنها ستعمل على حفظ التهدئة والتوصل الى اتفاق دائم في غزة الى جانب المصالحة والخطوات التي ستؤدي بالتالي لعودة السلطة الفلسطينية لقيادة القطاع بالرغم من ارادة اسرائيل ابقاءها في يد حماس كي تستطيع شن الهجوم متى شاءت بذريعة ضرب الارهاب.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ووزير الخارجية رياض المالكي سمعوا من المصريين في زيارتهم الاخيرة انتقادات مصرية لحماس على جر القطاع لحرب لا نفع منها واكدوا ضرورة التهدئة والتوصل لاتفاق وقف النار حقنا لدماء الاهل في غزة وشددوا على اهمية المقاومة الشعبية غير المسلحة وضرورة اعادة الدعم الدولي للفلسطينيين فيما يتعلق بقضية الشيخ جراح والاقصى واللتين غيبتا عن الساحة مع بدء العملية العسكرية واطلاق الصواريخ. وطلب الفلسطينيون من مصر ان تعمل لدى الجانب الاسرائيلي لوقف النار وكف يدها عن حي الشيخ جراح واعادة الوضع كما كان عليه في القدس المحتلة عام 1967.