إيلاف من باريس: يصل رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إلى تونس مساء الأربعاء في زيارة يرافقه فيها ستة وزراء وتستمر حتى الخميس، بهدف تعزيز العلاقات مع البلد الإفريقي الذي يشهد أزمات عدة ويرزح تحت وطأة الجائحة.

وبعد شهرين من إرجاء مثير للجدل لزيارة كان يفترض أن يجريها كاستيكس إلى الجزائر، يجري رئيس الوزراء الفرنسي أول زيارة دولية له على هذا القدر من الأهمية للمشاركة في ثالث "مجلس أعلى للتعاون" الفرنسي-التونسي.

ومنذ الجلسة الأخيرة لهذا المجلس تغيّرت الحكومة التونسية وانتُخب قيس سعيّد رئيسا للبلاد في أكتوبر 2019، كما تمّت تسمية هشام المشيشي رئيسا للحكومة.

وتأتي الزيارة على خلفية اضطرابات سياسية وخلافات بين رأس الدولة وحزب النهضة الإسلامي، صاحب أقوى تكتّل في البرلمان المشرذم.

كذلك تشهد البلاد أجواء سياسية متوترة وضبابية، وستتمحور الزيارة حول "أربع أولويات كبرى"، وفق رئاسة الحكومة الفرنسية.

على رأس تلك الأولويات "الأزمة الصحية" بعدما أثار تسارع وتيرة الإصابات بكوفيد-19 في مطلع الربيع تخوفا من نقص حاد في مادة الأكسجين.

ويفترض أن يتم تقديم مساعدات عينية، علما بأن فرنسا تعهّدت إرسال وحدات لتوليد الأكسجين إلى ثلاثة مستشفيات تونسية.وستتناول المحادثات ملفات "الشراكة الاقتصادية" و"الدعم"، كما سيتخلل الزيارة توقيع اتفاقات، وجولة في ورشة بناء شبكة للقطارات السريعة في تونس، ولقاء حول المجال الرقمي ينظمه رجال أعمال تونسيون وفرنسيون.

ومن المرجّح أن يتم التطرّق إلى الأوضاع الطارئة التي تشهدها تونس الرازحة تحت وطأة تدهور اقتصادي.

وكانت فرنسا قد تعّهدت العام الماضي تقديم قرض قدره 350 مليون يورو لدعم التحوّل الذي تشهده البلاد وصولا إلى العام 2022 (تم تسديد مائة مليون منها حتى الآن)، إلا أن ذلك "ليس كافيا، وليس التوجّه الصائب"، وفق ما صرّح به المحلّل السياسي حكيم القروي لوكالة فرانس برس.

وقال القروي "يجب تقديم هبات"، تراوح بين "مليار وملياري يورو" بموجب مبادرة أوروبية تندرج في إطار خطة الإنعاش الاقتصادي بهدف "تخطي ذروة كوفيد"، مشددا على أن الموسم السياحي يبدو ضعيفا.

وتابع "في الخريف سيكون هناك أشخاص لم يتمكّنوا من تجديد مداخيلهم" ،مشددا على ضرورة عدم التحجج بأن الأزمة الاجتماعية والسياسية لم تكن متوقعة.

ولهذه الاضطرابات الداخلية تداعياتها المباشرة على الاتحاد الأوروبي الذي يجري محادثات مع تونس حول اتفاق لتقديم مساعدات اقتصادية مقابل تعزيز الجهود لمنع انطلاق المهاجرين من سواحل البلاد نحو أراضي التكتل.كذلك ستتناول المحادثات ملف مكافحة الإرهاب.