ايلاف من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء ان حكومته نجحت في تجنيب العراق شبح الحرب في اشارة الى الصراع الاميركي الايراني على اراضيه كما تمكنت من انقاذه ماليا واقتصاديا منوها الى ان الفاسدين وتجار الشعارات قد خذلوا الشعب لذلك ففد تم اعتقال العشرات من كبار الفاسدين.

وقال الكاظمي في كلمة خلال اجتماع حكومته الاسبوعي اليوم واعلان التقرير السنوي لادائها بعد عام من تشكيلها في الثامن من ايار مايو عام 2020 وهو يتضمن 196 صفحة وتابعتها "ايلاف" انها قد تمكنت برغم التركة الثقيلة والتحديات الكبيرة التي واجهتها من إنجاز خطوات مهمة على طريق الإصلاح، وإنقاذ البلد مالياً واقتصادياً، وهي تحاول حاليا جاهدة وبخطط واستراتيجيات تم اعدادها من وضع البلد على الطريق الصحيح.

واضاف "بعد ان طوينا العام الأول من عمر الحكومة التي منحها مجلس النواب الثقة، نؤكد إن العراق قادر على أن يلعب دوره الحضاري في هذا العالم، فهو عراق الحضارة والكتابة والقانون والعِلم". واشار الى ان تقرير الأداء الحكومي السنوي الذي اطلق مؤخرا، أدرجت فيه المعلومات والقراءات بكل شفافية ودقة ووضوح، وهو يتضمن منجزات الحكومة خلال عام كامل وكذلك كل ما هو بصدد الإنجاز.

الفاسدون وتجار الشعارات
ونوه بالقول"لقد عانى شعبنا كثيرا وخذله الفاسدون وتجار الشعارات ومن لا ضمير له، واليوم نضع امامكم وبكل شفافية ما انجزناه وما لم ننجزه بعد، وما نحن في طريق إنجازه، خدمة للعراق والعراقيين الذين يستحقون الأفضل". واشار الى ان السنوات والعقود الطويلة من التخريب والتدمير أرهقت كاهل العراق، وراكمت على أهله المشاكل والآلام.

وزاد "لقد أسسنا مساراً للإصلاح والتغيير وبدأنا بالتقدم فيه، ومعاً سنطوي سنوات الماضي وننطلق الى مستقبل مشرق واعد يلبي آمال الشباب فقد "نجحنا في إبعاد شبح الحرب عن العراق، ومضينا بسياسات داخلية متزنة، وعلاقات فاعلة ومتوازنة مع جميع جيراننا والقوى الإقليمية والدولية المختلفة".

خطة تاريخية للاصلاح الاقتصادي
واضاف الكاظمي ان حكومته قد وضعت اول خطة للإصلاح الإقتصادي في تاريخ العراق، ومهدت جميع المتطلبات للانتخابات، كما حققت نجاحات في قطاع النفط والزراعة والاتصالات والموارد المائية، وفعلت ملف مكافحة الفساد بإلقاء القبض على العشرات من كبار الفاسدين.
واكد انه بالرغم من كل المعرقلات وصعوبة المهمة التي تحملتها هذه الحكومة "مازلنا نعتقد بأنها حققت تقدماً كبيراً في ملفّات عدّة".. وشدد بالقول "لن نصغي للأصوات التي غرضها النيل من الحكومة وعملها، خاصة إجراءاتها التي ضربت مطامعهم، لأننا وضعنا مصلحة العراق أولاً ولا مطامع لدينا".

مشروع وطني لتوزيع أراض على المواطنين
واوضح الكاظمي ان الحكومة تعمل على مشروع وطني لتوزيع قطع الاراضي على المواطنين من الفئات المستحقّة، وهناك عمل دؤوب منذ أشهر لتسهيل عملية التوزيع، والأولوية في الاستحقاق ستكون وفق معايير عادلة وواضحة.

وقال ان عملية فرز الأراضي تمّت من قبل وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والمؤسسات المعنية، وكذلك تصحيح وضعها القانوني لتسهيل التمليك للمستحقين بلا عقبات قانونية.

واوضح انه من أجل منع أي تلاعب، و من اجل العدالة في توزيع الاستحقاق، سيكون هناك ( تطبيق ألكتروني) يعلن عنه قريباً لغرض تسجيل وفرز فئات المستحقين للاراضي. ونوه الى ان الأولوية في توزيع الاراضي ستحدد بين المواطنين المستحقين حسب النقاط ودون تفضيل أو تدخل من أي جهة.

واشار الى ان العمل جار كذلك لتوفير القروض من البنوك والمصارف لمستلمي الأراضي كي يشرعوا ببناء وحداتهم السكنية.. منوها الى ان كل عمليات البناء ستخضع للقوانين والمخططات العمرانية ومخططات البنى التحتية، وسيتم منع حصول أي تشوّه عمراني في المجمعات السكنية الجديدة.

وشدد على امن العراق كمجتمع ينطلق من أمن العوائل العراقية، وتوفير السكن اللائق والكريم هو جزء اساس من هذه الجهود وقال ان إطلاق توزيع الاراضي سيزيد من عدد فرص العمل في القطاع الخاص لفئات لا حصر لها، وستعود عجلة الاقتصاد الداخلي الى الدوران لما فيه خير المجتمع العراقي.

تقديم بخط اليد
وقد قدم الكاظمي للتقرير بمقدمة بخط يده اطلعت على نصها "ايلاف" قال فيها "طوينا عاما مضى من عمر الحكومة العراقية عاما صعبا على العالم اجمع لكن العراقيين كعادتهم صبروا ونجحوا في التعامل مع التحديات".

واضاف "كلنا معا في الحكومة ومع مجلس النواب والقضاء ومؤسسات الدولة الاخرى عن كثب على مدى العام الماضي كفريق عمل واحد منذ تشكيل الحكومة في 8 أيار 2020 ومعكم نسعى دوما الى تحسين الاداء الحكومي وتطويره وان جميع الجهودالمبذولة هي محل تقدير شخصي واهتمام وطني".

وشدد بالقول "ينهض العراق من جديد على يد جميع ابنائه وان العالم يعول على نجاح العراق نفي النهوض الداخلي والقيام بدوره التأريخي.. شكرا للجميع على ماقدموه من تضحيات وتفان واخلاص.

يشار الى ان الحكومة الحالية كانت قد تشكلت في ظروق داخلية صعبة بعد ان تفجرت احتجاجات شعبية مليونية في البلاد في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة وللمطالبة بفرص عمل..اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل حوالي 600 متظاهرا واغتيال واختطاف عشرات آخرين وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته وتولي مصطفى الكاظمي رئاستها حيث دعا اثرها الى انتخابات مبكرة في العاشر من تشرين الاو اكتوبرل المقبل استجابة لمطالب المتظاهرين.