إبلين: قتل 12 شخصا على الأقل، بينهم عناصر من هيئة تحرير الشام ومتحدّث باسمها، الخميس جراء قصف صاروخي لقوات النظام في شمال غرب سوريا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان، رغم وقف لإطلاق النار مستمر منذ أكثر من عام.

وشاهد مصور لوكالة فرانس برس في المكان جثثاً ممددة على الأرض موضوعة داخل أكياس أو مغطاة تحت أشجار الزيتون، ومنزلاً مدمرًا وسيارة محترقة طالهما القصف.

تتعرض المنطقة الواقعة في جنوب إدلب منذ خمسة أيام، وفق المرصد، لقصف متكرر من قوات النظام، يتزامن مع غارات تشنها طائرات روسية.

واستهدفت قوات النظام بصاروخ موجّه، بحسب المرصد، سيارة كانت متوقفة قرب منزل في بلدة إبلين في ريف إدلب الجنوبي. ولدى وصول مقاتلين من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى الى المكان، جرى استهدافهم بصاروخ موجّه آخر، ما تسبّب بمقتل 12 شخصا على الأقل، إضافة الى جرحى في حالات خطرة.

ومن بين القتلى أربعة مدنيين هم رجل وامرأة وطفلان، إضافة الى ثمانية مقاتلين من هيئة تحرير الشام وفصيل متحالف معها.

وأكدت هيئة تحرير الشام في تصريح مقتضب عبر إحدى مجموعاتها على تطبيق واتساب مقتل المتحدث العسكري باسمها أبو خالد الشامي، وعضوين في مكتب العلاقات الإعلامية التابع لها.

وقال ابراهيم هرموش، أحد شهود العيان لفرانس برس، "استيقظنا صباحاً على صوت قصف طال منزل جارنا. ... تجمّعت الناس لتسعف الجرحى.. وسقط الصاروخ الثاني".

تسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية. ويقطن في تلك المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين.

ويسري منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة عقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، ودفع بنحو مليون شخص الى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً الى حد كبير، رغم خروقات متكررة يتضمنها قصف جوي روسي. إلا أن المحافظة لم تشهد سوى عمليات قصف محدودة أوقعت ما يفوق السبعة قتلى، آخرها في بداية العام الحالي حين قتل 11 عنصراً من أحد الفصائل برصاص قوات النظام. كما قتل ثمانية مدنيين في آذار/مارس الماضي في قصف شنته قوات النظام وطال مستشفى في مدينة الأتارب.

تشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.