رشح البابا فرانسيس رجل الدولة الفرنسي، روبرت شومان، أحد مؤسسي أوروبا الحديثة، لنيل صفة "قديس" في الكنيسة الكاثوليكية.

وقال الفاتيكان إن البابا وافق على مرسوم الاعتراف "بالفضائل البطولية" لشومان، وهي الخطوة الأولى في عملية طويلة قد تؤدي إلى إسباغ صفة القداسة عليه.

وتتطلب العملية نسبة معجزة واحدة لشومان من أجل تطويبه ومعجزة أخرى حتى يمكن اعتباره قديسا.

تطويب "طبيب الفقراء" الذي عالج الناس من وباء الإنفلونزا الإسبانية

تطويب القاضي روساريو ليفاتينو الذي قتلته المافيا الإيطالية عام

وكان لشومان، الذي رحل عام 1963، دور مفصلي في في خلق مؤسسات أوروبا الحالية.

وكان أكثر من بابا قد أثنى على الدور الذي لعبه شومان، الذي كان كاثوليكيا مخلصا، في كسر حلقة الحروب في أوروبا، ويعني المرسوم الذي أقر حاليا على أنه منح صفة "المبجل" في الكنيسة.

وكان شومان قد ولد في لوكسمبورغ عام 1886 وأصبح مواطنا فرنسيا، واعتقله الغوستابو بعد احتلال القوات النازية فرنسا عام 1940.

لكنه استطاع الفرار وبقي مختفيا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأصبح شومان رئيس وزراء فرنسا بعد الحرب ووزيرا لخارجيتها. وفي عام 1950 اقترح أن يجري تعدين الفحم والصلب في أوروبا بشكل متفق عليه بين الدول الأوروبية من أجل تجنب النزاعات المستقبلية. وأصبحت الخطة تعرف باسم "إعلان شومان" ، ويجري الاحتفال بيوم إعلانها، وهو 9 مايو/أيار، تحت اسم "يوم أوروبا".

ووقعت ست دول أوروبية هي فرنسا، ألمانيا الغربية، إيطاليا، بلجيكا، لوكسمبورغ وهولندا على معاهدة باريس التي كانت أساسا لإنشاء "مجموعة الفحم والصلب"، التي تطورت لتصبح المؤسسة الاقتصادية الأوروبية (أو السوق الأوروبية المشتركة) عام 1957، ومن ثم "الاتحاد الأووروبي" عام 1993.

ولعب أيضا دورا في تأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1949، وكان أول رئيس للبرلمان الذي سبق البرلمان الأوروبي الحالي عام 1958. وحين تنحى من منصبه بسبب سوء أحواله الصحية منح لقب "أبي أوروبا".

وكان شومان رجلًا متدينًا بشدة وباحثًا في الكتاب المقدس. أثنى على كتابات البابا بيوس الثاني عشر الذي أدان كلًا من الفاشية والشيوعية. وكان خبيرًا في فلسفة العصور الوسطى خاصة كتابات القديس توما الأكويني،

وقال البابا فرانسيس العام الماضي، في الذكرى السبعين لإعلان شومان، إن ذلك الإعلان أدى إلى أن تعيش أوروبا فترة طويلة من الاستقرار والسلام الذي ننعم بمزاياه اليوم.

وستكون الخطوة القادمة في تحول شومان إلى قديس ما يعرف بالتطويب، والتي تتطلب نسبة معجزة ما إلى المرشح، ويجب أن يتم التأكد من الأمر بالدليل قبل الإقرار بكونه معجزة.

وهناك حاجة في العادة إلى نسبة معجزة ثانية إلى المرشح بعد تطويبه حتى يصل إلى مرحلة القديس.