"إيلاف" من لندن: بدأت في عمّان، اليوم الإثنين، مداولات محاكمة المتهمين الرئيسيين المتورطين بـ"فتنة حمزة"، وهما باسم عوض الله والشريف حسن زيد. وقررت محكمة أمن الدولة، التي تجري المداولات أمامها، الاثنين أن تكون الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين بقضية الفتنة باسم إبراهيم يوسف عوض الله، والشريف "عبدالرحمن حسن" زيد حسين، سرية.

وتعود حيثيات القضية إلى 3 أبريل 2021، حيت قال مصدر أمني إنه بعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين: الشريف حسن بن زيد، وباسم عوض الله، وآخرين لأسبابٍ أمنيّة.

كلام الصفدي
وفي 4 أبريل، تحدث وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحفي، عن متابعة الأجهزة الأمنية لتحركات 16 متهما بينهم الشريف حسن بن زيد، وباسم عوض الله، تستهدف أمن الأردن واستقراره. وأشار الصفدي إلى تحقيقات شمولية مشتركة حثيثة قامت بها الأجهزة الأمنية رصدت "تدخلات واتصالات شملت اتصالات مع جهات خارجية بشأن التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن الأردن".

ومن بعد ذلك الإعلان، بدأت تقارير الفتنة التي كان محركها الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الحالم بالوصول الى العرش منذ اقصائه عن ولاية العهد قبل 17 عاما تتوالى فصولا. وإذ ذاك، منعت المحكمة دخول وسائل الاعلام والمحامين غير الموكلين بالدفاع عن المتهمين، الى قاعة المحكمة، على الرغم من تلميحات وكلاء الدفاع عن المتهمين بعقد الجلسات علنية من باب ضمانات المحاكمة العادلة المنصوص عليها بقانون المحاكمات الجزائية.

موكب سيارات مظللة
وكانت وصلت الى محكمة أمن الدولة مركبات سوداء مظللة ذات دفع رباعي، يعتقد أنها مرتبطة بقضية الفتنة. وتواجد مندوبو وسائل الاعلام أمام محكمة أمن الدولة منذ صباح اليوم الاثنين، بانتظار بدء جلسة المحاكمة.

وكان قرار الاتهام الذي صدر بحق المشتكى عليهما من قبل مدعي عام المحكمة، تضمن تهمتي جناية التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة بالاشتراك، خلافا لأحكام المادة 1/149 من قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته وبدلالة المادة 76 من القانون ذاته.

ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا)، فقد تضمنت لائحة الاتهامات جناية التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة بالاشتراك وجناية القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة بالاشتراك، وحيازة مادة مخدرة بقصد تعاطيها وتعاطي المواد المخدرة. وبحسب لائحة الاتهام، فإن الأدلة تؤكد وجود ارتباط وثيق يجمع الأمير حمزة بن الحسين، شقيق العاهل الأردني، مع المتهمين عوض الله والشريف حسن.

تزكية عوض الله
وزكّى الشـريف حسـن، عوض الله إلى الأمير حمزة، لمسـاعدتهما في كسـب التأييد الخارجي لتدعيم موقف الأمير حمزة بالوصول إلى سدة الحكم. وأضافت اللائحة، بحسب قناة المملكة الرسمية، أن "لقاءات الأمير حمزة والشريف حسن وعوض الله كانت تتم في منزل الأخير"، مبينة أن عوض الله والشريف حسن شجعا الأمير حمزة على تكثيف اللقاءات التحريضية مع بعض شرائح المجتمع.

وتابعت: "الأمير حمزة انتقل إلى مرحلة التصريح العلني بتوجيه الانتقادات لمؤسـسـة العرش وأداء الحكومة، لإحداث الفتنة". وبحسب لائحة الاتهام، هاجم عوض الله سياسة الملك في إدارته لملف القضية الفلسطينية؛ بهدف إضعاف موقف الأردن والوصاية الهاشمية على المقدسات. استغل الأمير حمزة حالة الحزن والغضب لدى الأهالي في السلط؛ لتأليب الرأي العام ضد الدولة عقب حادثة المستشفى"، بحسب اللائحة. وأضافت اللائحة: "بعد حادثة مستشفى السلط، استلم الشريف حسن رسالة من عوض الله مفادها: لقد حان وقت H وهذه تعتبر الشرارة".