ايلاف من لندن : فيما كشفت اسرائيل الاربعاء وثائق عن هجومها على مفاعل بغداد النووي في ذكراه الاربعين فقد اعلن مسؤول روسي عن اتجاه بلاده والعراق لتوقيع وثائق في مجال التعاون النووي السلمي بينهما ماقد يقود الى امكانية بناء موسكو لمفاعل نووي جديد في العراق.

وقال أليكسي ليخاتشيف المدير العام لشركة "روس آتوم" الحكومية أن روسيا ستوقع وثائق مع العراق بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية بمجرد انتهاء مفاوضات تجري بينهما في هذا المجال.

وقال ليخاتشيف في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية تابعته "ايلاف" حول الإطار الزمني المحتمل لإبرام الوثائق الرسمية بشأن هذا التعاون النووي انه سيتم "بمجرد انتهاء المفاوضات، سنوقع".

واشارت الشركة الروسية من جهتها الى "ان روسيا والعراق تناقشان إمكانية التعاون في مختلف مجالات الذرة السلمية بما في ذلك مشاريع الطاقة حيث يجري العمل لإنشاء إطار تنظيمي لهذه الشراكة وتتم الآن مناقشة جدول الأعمال الكامل لهذا التعاون".

20 موقعا مرشحا ستختزل الى اثنين لاقامة مفاعل نووي
وكان مسؤول نووي عراقي قد اعلن في العشرين من الشهر الماضي عن بدء اللجنة الوطنية للمفاعلات النووية بدراسة 20 موقعا مرشحا لاختيار اثنين منهما احدهما أصيلا والثاني احتياطا لاقامة اول مفاعل نووي في البلاد منذ ان دمرت طائرات اسرائيلية المفاعل النووي في بغداد قبل أربعة عقود.

وقال رئيس الهيئة العراقية للسـيطرة على المواد المشعة كمال حسين لطيف أن اللجنة الوطنيـة للمفاعلات النووية باشرت بدراسة 20 موقعاً تم تحديدها لإقامة مفاعل نووي في البلاد ثم المباشرة باســــتخدام طرق الاسقاطات العلمية المعتمدة عالميــــا لاختزالها إلى 5 مواقــــع بعد ذلك يتم تحديــــد اثنــــين منهمـا فقط احدهما اصيلا والآخر بديلا موضحا أن عملية الاختيار تمــــت بطريقتين علميتين دقيقتين من خلال معادلات تفاضلية وترجيحية مشيرا الى قرب الانتهاء مـن التقرير الخاص باختيار الموقع وإرساله الى مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

مراحل اختيار موقع المفاعل النووي
واضاف ان "الاختيار يعتمد على مرحلتين بالاهداف نفسها ولكــــن لكل مرحلــــة تكون الدقة اعلى لتقليص اعداد الاراضي المنتخبة وصولا لتحديد الموقع بشــــكل ادق ثم هناك مرحلــــة اخيرة وهي التقييــــم الامني.

واوضح في تصريحات صحافية تابعتها "ايلاف" أن "المرحلــــة الأولى تشــمل الاهــــداف الفنية ومتطلبـات الاختيــــار والتقييــــم والنظر في موضوعات التوزيع الســكاني الذي يفضل أن يكون اقرب تجمع سكاني يبعد 2،5 كيلو متر من الموقع وان لا يزيد عدد الســكان في تلك المنطقة على 500 شخص في الكيلو متر المربع الواحد وان لا يزيد التجمع السـكاني على 65 الف نسمة وعلى بعد 30 كيلو مترا من الموقع".

وعن الطبيعة الزلزالية للمنطقة التي سيقام عليها المفاعل النووي والهــــزات الارضية اوضح المسؤول العراقي انه يجب ان تكون الارض خاليــــة من الصفائــــح التكتونية ولم تســــجل اي هزة ارضية اكثــــر من 2 ريختر خلال الـ 50 سنة الماضية كما يجب ان تكون ارضا منبسطة بتربة ثابتة غير منجرفة مع الســيول ولا يوجد ارتفاع او جبل او هضبة كبيــــرة او واد لمسـافة 20 كيلــــو مترا عن الموقع لان الارتفاعات مع الامطار قد تسبب انجراف سـيول عارمة من المياه على الموقع كما يفضل ان لا يزيد ارتفاع الموقع عن 350 مترا فوق مستوى سـطح البحر لحسابات غليان وتبخر مياه المفاعل.

تفاهمات مع واشنطن وموسكو وباريس
وكشف لطيف عن تفاهمات مع ثلاث دول لبناء مفاعلات نووية في العراق هي فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وذلك وفقا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبين ان "الجانب الفرنسي تواق للعمل مع العراق في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية "وننتظر منه حصول كامل الموافقات ليتنسنى معرفة تفاصيل التعاون حيث سيكون وفق بنود مذكرة تفاهم أيضا تشمل دعم ومساندة العراق في مجال الاستخدام الطبي وكذلك لانتاج الطاقة". واضاف ان هناك لقاءات مع المسؤولين المختصين في الجانب الاميركي حيث يجري ذلك من قبل وفد مخول وعالي المستوى من اللجنة وجهات حكومية عراقية أخرى .
وأضاف ان "هناك برنامجا سيعرض على الحكومة بشأن المبالغ المترتبة لبناء مفاعلات نووية وفي حال المصادقة عليه سيعلن عنه أمام وسائل الإعلام".

وكانت الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة قد اوضحت في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر عام 2020 ان خمس دول مرشحة لإنشاء مفاعل نووي جديد في العراق وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأرجنتين وكوريا الجنوبية وفرنسا كاشفة عن ان الكاظمي وخلال جولته الأوروبية العام الماضي قد ناقش مسألة بناء المفاعل النووي مع فرنسا التي اشارت الى إن هذه المسألة أصبحت موضع اهتمام كبير لدى الحكومة الفرنسية.

احياء البرنامج النووي السلمي العراقي
وكان العراق قد سن عام 2017 قانون هيئة الطاقة الذرية الذي يتضمن إعادة إحياء البرنامج النووي للأغراض السلمية بعد سنوات من التوقف التام بجميع الأنشطة الخاصة بالطاقة النووية السلمية.
وجاء تشريع هذا القانون بعد إعلان العراق الإيفاء بالتزاماته تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والخاصة ببرامج تفكيك وإزالة المفاعلات النووية المدمرة في بغداد وعدد من المحافظات.

اسرائيل تكشف وثائق عن تدميرها لمفاعل بغداد النووي


واليوم كشفت اسرائيل بمناسبة مرور 40 عاما على ما يعرف بـ"عملية أوبرا" لتدميرها المفاعل النووي العراقي عام 2081 عن وثائق متعلقة بغارتها الجوية على مفاعل "تموز" المعروف "أوزيراك" النووي العراقي في السابع من حزيران يونيو من ذلك العام.

وتضم هذه الوثائق وهي من أرشيف الجيش الإسرائيلي وكشفت عنها وزارة الدفاع الاسرائيلية رسوما يدوية للمفاعل الذي كانت تل أبيب تخشى من أن رئيس النظام السابق صدام حسين قد يستخدمه لتطوير أسلحة نووية بما في ذلك رسوم تظهر مشهد المفاعل من مقاتلة. وأوضحت أن هذه الرسوم كانت جزءا من البيانات الاستخباراتية خلال التخطيط لـ"عملية أوبرا".

ونشرت الوزارة ضمن هذه الوثائق تقريرا صدر عقب تنفيذ الهجوم بما في ذلك أمر خطي من قائد الجيش بتنفيذ العملية وقرار الحكومة ببدء التخطيط للهجوم في عام 1980 ومشاورات بشأن موعده.
وتضمنت الوثائق ايضا مذكرة تنص على إرجاء "عملية أوبرا" التي كانت مقررة أصلا في 31 ايار مايو لمدة أسبوع بسبب اجتماع عقد في الرابع من يونيو حزيران بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن والرئيس المصري أنور السادات في شرم الشيخ.

وكشفت الوثائق ايضا اعترافات مسجلة للطيار العسكري وأول رائد فضاء إسرائيلي إيلان رامون الذي شارك في "عملية أوبرا" وتوفى في عام 2003 جراء كارثة تحطم مكوك "كولومبيا" الفضائي الأميركي.
وكان العراق قد اتفق مع فرنسا في آذار مارس عام 1975 على بنائها مفاعلين نوويين في بغداد وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شيراك الى العراق حيث دعا نائب الرئيس العراقي في وقتها صدام حسين لزيارة فرنسا من اجل اتمام الاتفاق والذي جرى في ايلول سبتمبر من العام نفسه بعد ان زار صدام رفقة شيراك المفاعلين النوويين الفرنسيين في مدينة ساكليه الفرنسية ولتكتمل الصفقة.

وفي عام 1976 إشترى العراق مفاعل نووي فرنسي من طراز "Osiris" وكان معدا لأغراض نووية بحثية سلمية وقام الخبراء العراقيون والفرنسيون بإدامته ولكن إسرائيل شكت بدوافع العراق وقالت إنه يستخدم لصناعة أسلحة نووية فقامت في 7 حزيران يونيوعام 1981 بهجوم مفاجئ بسرب طائرات إف-16 وبمرافقة طائرات إف-15 ودمرت المفاعلين الواقعين على بعد 17 كيلومترا جنوب شرق بغداد.