ايلاف من لندن : تحتضن بغداد بعد غد الاحد قمة ثلاثة عراقية مصرية أردنية بمشاركة قادة البلدان الثلاثة لبلورة مشروع "المشرق الجديد" باتفاقات وتفاهمات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية وتعليمية وطاقوية واستثمارية وسط اجراءات أمنية لحماية الاجتماعات الثلاثية التي ستعقد في المنطقة الخضراء وسط العاصمة التي انتشرت قوات امنية الجمعة قرب مداخلها وفي المناطق المهمة من بغداد.

وأبلغ مصدر حكومي عراق "ايلاف" الجمعة ان القمة ستعقد برآسة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وستركز على بحث القضايا السياسية والامنية والاقتصادية التي تهم بلدانهم الثلاثة .

وقال ان القادة الثلاثة سيعكفون على بحث مشروع "المشرق الجديد" وهو مشروع ذا أبعاد اقتصادية مهمة للمنطقة .. موضحا القمة الثلاثية التي تستمر يوما واحدا ستعقد في المنطقة الخضراء المحمية وسط العاصمة العراقية بهدف تجسيد وبلورة المشروع باتفاقات وتفاهمات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية وتعليمية اضافة لملفات الطاقة والاستثمار.

شراكات استراتيجية
وشكل البلدان الثلاثة فخلاق قمتهم في عمان الصيف الماضي مجلسا وزاريا تنسيقيا مشتركا يعمل على توسيع الشراكات الإستراتيجية المتعددة والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها التواصل الجغرافي للبلدان الثلاثة وتكامل المصالح بينها وذلك من خلال ثمان لجان يضمها المجلس وهي للنقل والاستثمار والإعمار وللطاقة والصناعة وكذلك للمالية والمصرفية اضاة الى اللجان السياسية والأمنية ولجنة التعليم والشباب واللجنة الثقافية والإعلامية واللجنة الزراعية .

وتعكف هذه اللجان على العمل لانشاء المدينة الاقتصادية العراقية الأردنية وتفعيل شركة الجسر العربي للنقل البحري وتنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة بشأن التعاون الزراعي والأمن الغذائي فضلاً عن مجالات الصناعات الدوائية والمبيدات الزراعية والصناعات الكيمياوية.

المشرق الجديد
ومن جهته كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أهداف مشروع المشرق الجديد وآلية التنسيق الثلاثي موضحا انه يهدف الى اإعادة موضعة دور العراق ضمن نسق التفاعلات الإقليمية والدولية في إطار وعي المصالح الوطنية السيادية العراقية .

وأضاف أن "مشروع المشرق الجديد يكرس لشراكات اقتصادية تستهدف العديد من القطاعات تحقيقاً لاستجابة فاعلة للمتطلبات الوطنية العراقية" .. منوها في تصريحات تابعتها "ايلاف" الى أن "التنسيق الثلاثي هو اقتصادي بالدرجة الاولى وليس موجهاً ضد طرف آخر ويأتي ضمن أهداف السياسة الخارجية العراقية لتحقيق شراكات اقتصادية متعددة".

وكان الكاظمي قال في وقت سابق ان بلاده تعمل على تجسيد فكرة المشرق الجديد لخلق منطقة اقتصادية مزدهرة حيث وقعت البلدان الثلاثة العراق ومصر والاردن اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية فيما بينها تتمحور في الغالب حول الطاقة والتجارة والاستثمار.

محور سياسي اقتصادي أمني
وستعكف القمة الثلاثية المرتقبة في بغداد الاحد على العمل لتكريس مفوهم المشرق الجديد الذي تبناه المجلس الاعلى التنسيقي بين الدول الثلاث من اجل بناء محور سياسي اقتصادي أمني مستقل في المنطقة.

وخلال قمة الزعماء الثلاثة في عمان العام الماضي اكد الكاظمي خلال كلمة في جلستها الافتتاحية على أن بلاده ملتزمة برؤية استراتيجية تدعم استقرار المنطقة وخلق فرصة التهدئة. واضاف إن "منطقتنا ليست بحاجة إلى حُرُوب

وصراعات جديدة بل بحاجة لأن نقف جميعاً مع بعضنا ونعمل من أجل تحقيق ما تصبو إليه شُعُوبنا من أمن واستقرار وتنمية وحياة أفضل وأن نعمل لصنع السلام".
وشدد على أن "المشرق الجديد" ليس تحالفاً سياسياً بل هو "مشروع اقتصادي اجتماعي" بين شعوب الدول المعنية يستهدف تحقيق مصالحها المشتركة".

اجراءات أمنية
وقد باشرت السلطات العراقية باتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لانعقاد القمة الثلاثة وقالت قيادة العمليات المشتركة انها باشرت بخطط مناسبة لتامين الحماية للقمة الثلاثية بين العراق ومصر والاردن.
واشارت القيادة في بيان تابعته "ايلاف" الى ان قائد عمليات بغداد اللواء الركن احمد سليم بهجت قد ترأس امس مؤتمرا موسعا لقادة الفرق ومدراء المديريات والأجهزة الاستخبارية العاملة في محافظة بغداد لمناقشة خطة تامين الحماية للقمة الثلاثية .

واليوم الجمعة اشارت مصادر عراقية الى انها لاحظت انتشارا أمنيا كثيفا حول مداخل الخضراء وخاصة من ناحية الكرادة السكنية المزدحمة وفي بعض المناطق المهمة من العاصمة العراقية.


خط لنقل النفط العراقي الى الاردن ومصر
وكان الأردن والعراق وقعا في التاسع من نيسان أبريل عام 2013 اتفاقا لمد أنبوب يبلغ طوله 1700 كلم لنقل النفط العراقي الخام من البصرة الى مرافئ التصدير بالعقبة بكلفة تقارب 18 مليار دولار وسعة مليون برميل يوميا لكنه لم ينفذ بعد فيما اوضح مصدر حكومي أردني إن "بغداد تدرس حاليا تطوير مشروع خط النفط مع الأردن بشكل كامل بحيث يتم إيصال الخط إلى مصر بدلا من انتهائه في العقبة".. مشيرا الى ان "الجانب العراقي يتواصل مع مصر في هذا الخصوص".

آلية لتعاون ثلاثي
وتأتي القمة الثلاثية المنظرة وهي الثالثة بعد قمتين في القاهرة في آذار مارس عام 2019 وعمان في آب أغسطس عام 2020 في إطار مسار آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث والهادفة الى إلى البناء على ما تحقق خلال القمتين السابقتين وتقييم ومتابعة خطوات التطور في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين مصر والأردن والعراق في إطار آلية التعاون الثلاثي.

وتُعقد القمة التي وصفت بالإستثنائية تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في قمة آب أغسطس من العام الماضي في العاصمة الأردنية عمان التي شارك فيها القادة الثلاثة.

وكان وزراء خارجية الدول الثلاث قد عقدوا في 29 مارس آذار الماضي اجتماعا تحضيريا في بغداد للقمة الثلاثية التي كان مقررا لها ان تنعقد في الثامن من نيسان ابريل التالي لكنها تأجلت مرتين الاولى بطلب من مصر بسبب كارثة تصادم قطارين راح ضحيته العشرات من المواطنين المصريين في 26 اذار والثاني بطلب من الاردن بسبب محاولة الانقلاب التي جرت فيها في الثالث من نيسان ابريل الماضي وما اسفرت عنها من اعتقالات لمسؤولين كبار وشخصيات في العائلة الهاشمية المالكة.