إيلاف من لندن: أسقط متظاهرون في كندا، تمثالين للملكة فيكتوريا والملكة إليزابيث الثانية، وسط موجة متصاعدة من الغضب أثارها اكتشاف قبور مجهولة تعود لأطفال من السكان الأصليين كانوا نزلاء مدارس داخلية.
حدث ذلك يوم أمس الخميس وهو يوم العيد الوطني لكندا الذي تُقام فيه الاحتفالات بجميع أنحاء البلاد في الأحوال العادية.
وكانت التظاهرات ضد نظام المدارس الداخلية في البلاد، والذي شهد في عهود سابقة أطفال السكان الأصليين مطالبين بالالتحاق بالمدارس المسيحية التي تديرها الدولة حيث مُنعوا من التحدث بلغاتهم الخاصة في محاولة لاستيعابهم في المجتمع الكندي.
وخلال تلك الفترة تعرض العديد من الشباب للاغتصاب والضرب والإساءة اللفظية وعانوا من سوء التغذية، ويُعتقد أن ما يصل إلى 6000 ماتوا.
مع إجبار أكثر من 150.000 طفل على الالتحاق بالمؤسسات التي افتتحت في عهد الملكة فيكتوريا وأغلقت أخيرًا في السبعينيات. واستمر حكم فيكتوريا من 1837 إلى 1901 عندما كانت كندا جزءا من الإمبراطورية البريطانية.
عيد الاستقلال
يصادف يوم الخميس يوم كندا وهو حدث احتفالي عادة بمناسبة استقلال البلاد، والذي شهد هذا العام مزيدًا من الاعتراف الصامت بعد اكتشاف ما يقرب من 1000 مقبرة غير مميزة في المدارس الداخلية في كولومبيا البريطانية وساسكاتشوان.
وخلال احتجاجات يوم الخميس، سُمعت أصوات الناس المحتجين وهم يهتفون حول تمثال الملكة فيكتوريا في وينيبيغ، مانيتوبا "لا فخر بالإبادة الجماعية" وتم غمر التمثال بالطلاء قبل أن تسحبه الحشود باستخدام حبل.
كانت القاعدة مغطاة بطبعات يد حمراء، مع لافتة كتب عليها "كنا أطفالًا ذات مرة، أعدوهم إلى المنزل". وبعد فترة وجيزة، قام المتظاهرون بإزالة نصب تذكاري للملكة اليزابيث الثانية.
قبور مجهولة
قالت جماعة كندية من السكان الأصليين، الأربعاء، إنها عثرت على 182 رفاتًا بشرية في مدرسة كانت تديرها كاثوليكية سابقة بالقرب من كرانبروك، كولومبيا البريطانية ، في قبور لا تحمل علامات.
وبعد الاكتشاف، قال رئيس فرقة كوتيناي السفلى جيسون لوي لراديو سي بي سي: "دعونا نسمي هذا على حقيقته "إنها جريمة قتل جماعي للسكان الأصليين. النازيون كانوا مسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتكبوها".
وأضاف: "لا أرى أي فرق في تحديد مكان القساوسة والراهبات والإخوة المسؤولين عن هذا القتل الجماعي ليتم تحميلهم المسؤولية عن دورهم في محاولة الإبادة الجماعية هذه لسكان أصليين".
وكانت لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية أطلقت في عام 2015 على نظام المدارس الداخلية "إبادة ثقافية".
وقال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في رسالته بمناسبة العيد الوطني، إن اكتشاف رفات الأطفال في المدارس السابقة “يدفعنا حقا للتفكير في الإخفاقات التاريخية لبلادنا”.
وأضاف أن الظلم لا يزال موجودا تعانيه الشعوب الأصلية وكثيرون آخرون في كندا.
التعليقات