إيلاف من لندن: أكدت المملكة المتحدة علاقاتها التاريخية الراسخة مع المملكة الأردنية الهاشمية التي تحتفل بمئويتها الأولى، وزار وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني عمّان للاحتفاء بالمناسبة.
وفي أول زيارة رسمية، أكد وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي مجددا على أهمية العلاقة التاريخية بين المملكة المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية.
والتقى الوزير كليفرلي في عمان بالأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية، يوسف البطاينة، لمناقشة قضايا المنطقة، من بينها موقف المملكة المتحدة من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، واتفاقية للسلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ومع دخول الصراع في سورية عامه العاشر.

اللاجئون السوريون

وأعرب الوزير كليفرلي عن شكره لكرم الأردن في استضافة ما يربو على 600,000 سوري فروا من ديارهم بسبب الصراع.
كما زار السيد كليفرلي مركز الدعم المجتمعي التابع للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمّان ليرى كيفية مساهمة المساعدات البريطانية في رعاية الأردن للاجئين على أراضيه.
واطلع الوزير البريطاني بنفسه أيضاً على كيفية استفادة المحتاجين من الأردنيين الذين تأثرت حياتهم سلباً بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19) من دعم المملكة المتحدة لصندوق المعونة الوطنية الأردني.
هذا الدعم يشمل من فقدوا وظائفهم وسبل رزقهم في قطاع العمل غير الرسمي، والأسر التي تكون فيها النساء مصدر الدخل الوحيد.

تصريح كليفرلي

وعن زيارته، قال الوزير كليفرلي: في زيارتي الأولى للمملكة الأردنية الهاشمية، اكتشفت كيف أن الشراكة بين المملكة المتحدة والأردن تزداد قوة خلال هذه السنة التاريخية التي تصادف الذكرى المئوية. وقد احتفينا بالتعاون الراسخ بين بلدينا في مجالات الدفاع والأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي، في وقت ننهض فيه بشكل أفضل مما كان قبل جائحة كوفيد-19.
وأضاف بأن المملكة المتحدة شريك ملتزم بتقديم المساعدات للأردن الذي يستضيف الآن وبسخاء اللاجئين الفارين من الصراعات في المنطقة. وشاهدت كيف تساعد المملكة المتحدة في تعزيز نظام الحماية الاجتماعية في الأردن، وهو ما يضمن أن يتمكن الأشخاص الأكثر تضرراً من الوباء من العودة إلى الوقوف على أقدامهم.

الأماكن المقدسة

وعبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيمس كليفرلي، عن "تقديره لدور الأردن كحام وراع للأماكن المقدسة في القدس المحتلة ودوره المهم في استضافة لاجئين فلسطينيين وغيرهم".
ودعا، خلال مقابلة خاصة عبر قناة "المملكة"، إلى "تعزيز الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين نحو رؤية حل الدولتين، حيث يسير الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنبا ويعيشون معا بسلام".
وأضاف كليفرلي "المملكة المتحدة لديها صداقة وثيقة مع الإسرائيليين، ولكن نعتقد أنهم يتخذون قرارات وإجراءات لا تدعم عملية السلام الدائم وعبرنا لهم عن عدم ارتياحنا لهذه الإجراءات".
كما أكد كليفرلي في تصريحاته لقناة (المملكة) على التعاون في القطاع الصحي والتربية والتعليم، وتوفير المهارات اللازمة لدى الشباب الأردنيين ليكونوا فعالين في الاقتصاد الأردني.
والتقى الوزير البريطاني قبيل انعقاد قمة العمل المناخي 26 في المملكة المتحدة في وقت لاحق من العام الحالي، ببعض المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة في الأردن وممثلي الشركات ذات الاستخدام العالي للطاقة، حيث نوقشت سبل انتقال الأردن إلى استخدام الطاقة المتجددة لتصبح مصدره الرئيسي للكهرباء، وحث الوزير الشركات على الانضمام إلى مبادرة (السباق إلى الصفر).




المعونة الوطنية

يشار إلى أن المملكة المتحدة كانت قدمت 25 مليون جنيه إسترليني دعماً لبرنامج توسيع صندوق المعونة الوطنية الأردني الذي يقدم معونات نقدية إلى 293,000 أسرة أردنية محتاجة لمساعدة اقتصادية.
كما أن تعهُّد المملكة المتحدة بتقديم 205 مليون جنيه إسترليني على الأقل استجابة للأزمة السورية خلال سنة 2021 سوف يضمن استمرارها في مساعدة الذين في أمس حاجة للمساعدة في الأردن.
كما ساهمت المملكة المتحدة بما يربو على 726 مليون جنيه إسترليني من المساعدات التنموية الثنائية للأردن منذ سنة 2012. هذا المبلغ ساعد في التنمية الاقتصادية، وتوفير التعليم الجيد، والحماية الاجتماعية، وتقديم دعم إنساني، والحفاظ على استقرار الأردن كحليف مهم للمملكة المتحدة.
وباعتبار المملكة المتحدة إحدى أكبر الجهات المانحة لمرفق كوفاكس، فقد رصدت 548 مليون جنيه إسترليني مساهمة منها في توفير أكثر من مليار جرعة من لقاح كوفيد-19 هذا العام تستفيد منها ما يصل إلى 92 من الدول النامية، ومن بينها الأردن.