إيلاف من بيروت: فيما تجد الدول كافة في تلقيح سكانها، بغية الوصول إلى مناعة مجتمعية دولية بحلول عام 2023، سألت "إيلاف" القارئ العربي: "كيف تقيّم نتائج اللقاحات بمواجهة كورونا؟" أجاب 69 في المئة من المشاركين في هذا الاستفتاء بأنها ناجحة، في مقابل 31 في المئة رأوا إنها فاشلة.

لا شك في أن البشرية خطت خطوة جبارة في مسيرة مكافحة وباء كوفيد 19، الذي أخضع العالم كله لمشيئته، فتحًا وإغلاقًا، تباعدًا وحجرًا منزليًا، وأقفل المدارس، ونشط التعليم الرقمي، والعمل عن بعد. وهذه الخطوة ممثلة في دزينة أو أقل قليلًا من اللقاحات التي اثبتت، وتثبت يومًا بعد يوم، أنها ناجعة بقدر لا بأس به، علمًا أن إنتاجها لم يستغرق الوقت المطلوب، والتجارب السريرية عليها أخذت طريقًا مختصرًا.

فعلى سبيل المثال، رغم أن اللقاح الروسي سبوتنيك في لم ينل بعد بركة عالمية، أكد مركز "غاماليا" الطبي الروسي أن نتائج دراسة علمية أثبتت فعالية هذا الللقاح في وقاية جسم الإنسان من سلالات كورونا.

وأشار المركز الذي يعود له الفضل في تطوير اللقاح المذكور إلى أن نتائج الدراسة التي أجراها خبراؤه نشرت في مجلة Vaccines الدولية الرائدة في دراسة اللقاحات. وهذه النتائج تدل على أن مصول الدم المأخوذة من متلقيي "سبوتنيك في" تتمتع بقدرة عالية على مكافحة السلالات الجديدة من فيروس كورونا.

إلى ذلك، ومتابعة لما يجري من تطورات داخل خلية الفيروس نفسه، طلب تحالف "فايزر-بيونتك" الترخيص لجرعة ثالثة من لقاحه لتعزيز فعاليته. ويطلق على الجرعة الثالثة من اللقاح "الجرعة المعززة" أو "كوفيد بوستر".

وتحدث التحالف الأميركي الألماني عن "نتائج مشجعة" لاختبارات أجريت على "جرعة معززة بعد 6 أشهر من الجرعة الثانية، تمنح أمانا ثابتا عبر تفعيلها مستويات عالية من الأجسام المضادة"، بما في ذلك ضد متحورة بيتا التي ظهرت في جنوب أفريقيا.

وإذ ساد نقاش بشأن إمكانية الدمج بين اللقاحات، وصفت منظمة الصحة العالمية مسألة مزج عدة أنواع من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بـ"الاتجاه الخاطئ"، موضحة أنه "قد يؤدي إلى وضع فوضوي". وقالت سوميا سواميناثان كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية إنه "لا تتوفر بيانات كثيرة عن أثر" الجمع بين لقاحات كوفيد-19 التي تنتجها شركات مختلفة على الصحة.

وأضافت خلال إفادة عبر الإنترنت: "إنه توجه خطير للغاية. نفتقر إلى البيانات والأدلة عندما يتعلق الأمر بمسألة الجمع بين اللقاحات". وتابعت: "سيكون الوضع فوضويا في البلدان إذا بدأ المواطنون يقررون متى تؤخذ جرعة ثانية وثالثة ورابعة ومن يتلقاها".

في جانب آخر من هذه المسألة، اعتبرت دراسة حديثة أن لإلزامية اللقاح جانب مظلم، وأن إجبار الناس على الخضوع لحملات تطعيم إلزامية "يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية". فعندما تكون اللقاحات طوعية، يتم إقناع المزيد من الناس بتلقيها، بينما يقلل الإفراط في التحكم من الثقة بحملات التطعيم، لأن إذا كان اللقاح آمنا وفعالًا، لا داع لجعله إلزاميًا بحسب تفكير أغلبية المواطنين.