إيلاف من لندن: باتت الحدود الافغانية مع دول الجوار، سرحا للبيانات المتضاربة بين الحكومة وطالبان، وتزامنا أعلن الكرملين أن روسيا لا تخطط لاستبعاد حركة طالبان من قائمة المنظمات المحظورة.

فبعد ان اعلنت الحركة سيطرتها على 90 في المئة من الحدود، خرجت وزارة الدفاع الأفغانية تقول ان تصريح طالبان محض كذب ودعاية لا أساس لها، وتؤكد أن القوات الحكومية هي من تسيطر على الحدود، وعلى كافة المدن الرئيسية والطرق السريعة في البلاد.

وقال تقرير لقناة "العالم" الإيرانية إن طالبان باتت تسيطر حتى الآن على نصف الأقاليم الأفغانية البالغ عددها نحو اربعمائة. وهو امر دفع رئيس هيئة الأركان الأميركي مارك ميلي ليرجع اسباب هذا التقدم لطالبان الى فقدان القوات الحكومية الى عاملين اساسيين وهما الارادة والقيادة.

الطائرات الاميركية

وعادت الطائرات الاميركية الى الاجواء الافغانية وذلك بعد ان اعلنت الولايات المتحدة تنفيذها لضربات جوية لدعم القوات الحكومة خلال الأيام الماضية. فيما قالت طالبان ان الضربات الاميركية استهدفت ضواحي مدينة قندهار في جنوبي البلاد، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين وتدمير سيارتين.

وشددت الحركة على ان هذا الهجوم انتهاك واضح لاتفاق الدوحة الذي ينص على عدم قيام الولايات المتحدة بعمليات في افغانستان بعد شهر ايار - مايو.

واكدت الحركة ان واشنطن اذا قامت بأي عملية أخرى فسوف تتحمل العواقب. وقال المكتب السياسي لطالبان، ان الحركة اكدت لممثلي الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبعثة الأمم المتحدة وقطر أن سياستها تجاه السلام لم تتغير رغم موقفها القوي على الأرض، وأنها تفضل حل القضية بالحوار، وأن الحركة لن تسمح لأي جماعات باستخدام أراضي أفغانستان ضد أمن الدول الأخرى، داعية المجتمع الدولي للقيام بدور نشط في إعادة إعمار أفغانستان.

موقف الكرملين

وعلى صلة، أكد الكرملين ان موسكو لا تخطط لاستبعاد حركة طالبان من قائمة المنظمات المحظورة. واضاف ان موسكو تعير اهتماما بالغا لمسألة عدم تعرض حدود شركائها للخطر بسبب الوضع في الأراضي الأفغانية.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الروسية ، دميتري بيسكوف، رردا على سؤال صحفي بهذا الشأن، اليوم الجمعة بالقول: "لا يوجد هناك شيء جديد في هذا المجال. وإذا كان هناك شيء جديد، فسنبلغكم به".

وأضاف: "إن حركة طالبان قوة كبيرة وملحوظة حقا تقوم بنشاطها في أفغانستان".

وشدد على أن روسيا تعير اهتماما بالغا لمسألة عدم تعرض حدود شركائها للخطر بسبب الوضع في الأراضي الأفغانية. وأوضح: "من المهم بالنسبة لنا ألا يشكل كل ما يحدث في أفغانستان تهديدا لحدود شركائنا وقبل كل شيء طاجيكستان".

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن سابقا أن تسوية الوضع في أفغانستان يتطلب حوارا بين جميع الجماعات العرقية والسياسية بما فيها حركة طالبان.