ايلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لدى مغادرته واشنطن اليوم الخميس أنه لا قوات قتالية أميركية في بلده بنهاية العام، فيما بحث مع مسؤولين أميركيين كبار التحديات الأمنية التي يواجهها العراق.

وبحث الكاظمي خلال اجتماعه مع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في واشنطن مساء الاربعاء سبل تعزيز التعاون بين العراق والولايات المتحدة على مختلف الصعد الاقتصادية وأفق التنسيق السياسي المشترك بينهما فضلاً عن التعاون في مجالات التعليم والثقافة والاستثمار والطاقة وغيرها.
واكدت بيلوسي دعم أعضاء المجلس لخطوات حكومة الكاظمي ومبادراتها ودورها المتنامي في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين كما نقل عنها المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية.
ومن جانبه اشار الكاظمي الى أن العراق ماض في انتهاج كل ما يعزز سياسة التهدئة في المنطقة، فضلاً عن مضيه قدماً في تعزيز الإصلاحات، ومحاربة الفساد، وتعزيز أمنه الداخلي، وتهيئة بيئة مناسبة جاذبة للاستثمار.
واكدت بيلوسي دعم الكونغرس الأميركي لجهود الحكومة العراقية الساعية إلى إنجاح انتخابات تشرين الأول اكتوبر المقبلة .وشددت على أهمية استمرار التعاون الثنائي في مجال مكافحة جائحة كورونا، واستمرار الولايات المتحدة في تقديم الدعم للشعب العراقي من خلال المساهمة في توفير اللقاحات.

(الكاظمي صحبة وزيريه للخارجية والدفاع خلال لقائهم في واشنطن الاربعاء 28 يوليو 2021 رئيس واعضاء لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس)

زعيما الاغلبية والاقلية

وخلال اجتماع الكاظمي في واشنطن ايضا زعيم الأغلبية عن الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر وزعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل وعدداً من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي فقد تم بحث سبل تعزيز العلاقات المشتركة.
وتم التأكيد خلال الاجتماع لى دور العراق المتنامي في المنطقة، وفي تحقيق الاستقرار والتحديات التي العراق في الجوانب الأمنية، والاقتصادية ومواجهة جائحة كورونا، وتم الاستماع كذلك إلى رؤية الحكومة العراقية فيما يتعلق بالإصلاحات التي شرعت بها عبر الورقة البيضاء الإصلاحية ومجمل الأوضاع في العراق.
وقد اكد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز علاقاتها بالعراق في مختلف المجالات والصعد.

الشراكة العراقية الأميركية

وخلال اجتماعه ايضا مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، والعضو المنتدب باللجنة السيناتور الجمهوري جيم ريتش فقد جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الكاظمي خلال اللقاء على تطلعه لبناء علاقات شراكة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية ورغبة البلدين في تطوير مستوى التعاون في مختلف المجالات الأمنية، والاقتصادية، والثقافية، وفي مجالات الطاقة، والصحة، والبيئة.

لا قوات قتالية

والخميس كشف الكاظمي تفاصيل اتفاق الانسحاب الامير كي من العراق مؤكدا انه لاقوات اميركية قتالية في العراق مع نهاية العام.
وكتب الكاظمي في تغريدة على منصة تويتر قائلا"غادرنا واشنطن الى بغداد الحبيبة بعد زيارة ناجحة وتفاهمات اقتصادية وسياسية وثقافية، واتفاق لنقل العلاقة الأمنية إلى التدريب والمشورة وعدم وجود قوات قتالية بنهاية العام".
وأضاف "نتطلع الى تعزيز التضامن الإجتماعي والسياسي لخدمة شعبنا ونأمل بتواصل مستمر مع- الرئيس الأميريكي جو بايدن- لتكريس قيم التعاون والحوار".

صاروخان في محيط السفارة

وفي تعبير للمليشيات العراقية الموالية لايران فقد ضربت المنطقة الخضراء فجر اليوم بصاروخين سقطا في داخلها.
وقالت مصادر امنية ان صاروخي كاتيوشا سقطا في محيط السفارة الاميركية داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد.. موضحة ان القصف تسبب في أضرار مادية في سيارات مدنية ومنزل في منطقة الأميرات في احدث هجوم يؤكد رفض المليشيات لاتفاق الكاظمي مع بايدن على سحب القوات القتالية من العراق مطالبة برحيل جميع القوات وحتى تلك التي ستتولى تدريب القوات العراقية وتقديم الاستشارات لها في مواجهة الارهاب.

ومن جانبها قالت خلية الاعلام الامني التابعة للقوات العراقية انها فتحت "تحقيقا بحادثة سقوط صاروخ نوع كاتيوشا خلف جامع الرحمن في منطقة المنصور وسط بغداد".. مؤكدة "عدم وجود خسائر بشرية".
واضافت انه "قد تبين أن انطلاقه كان في الساعة 4 و20 دقيقة من فجر الخميس من منطقة شارع فلسطين حيث يشكل هذا الفعل الخارج عن القانون تهديدا للمواطنين داخل الأحياء السكنية الآمنة".

والاثنين الماضي اعلنت بغداد وواشنطن رسميا اتفاقهما على انسحاب جميع القوات القتالية الاميركية من العراق في اليوم الاخير من عام 2021 واكدا ان قوات التحالف هي في قواعد عراقية تدار بقوانين عراقية.
ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، من بينهم 2500 أميركي، لكن إتمام عملية انسحابهم قد يستغرق سنوات.
واستهدف نحو 50 هجوما صاروخياً أو بطائرات مسيرة المصالح الاميركية في العراق منذ بداية العام الماضي . وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنها أي جهة إلى مليشيات عراقية موالية لإيران مندمجة في القوات الحكومية العراقية.