إيلاف من لندن: أعلنت وزارة العدل الأميركية اليوم عن إعادة لوحة عمرها 3500 عام الى العراق، وهي واحدة من 17 الف قطعة أثرية نجح في استعادتها بعد ان أمر القضاء الأميركي شركة هوبي لوبي الأميركية للمتاجرالمختصة بالحرف اليدوية عام 2017 بأن تعيد إلى العراق آلاف القطع الأثرية التي تعود إلى حقبة بلاد ما بين النهرين والتي جرى نقلها إلى الولايات المتّحدة بشكلٍ غير قانوني في كنوز أثرية تضمّ خصوصاً ألواحاً مسمارية أخرى وأختاماً قديمة.
ملحمة كلكامش
واللوحة السومرية المستعادة تحكي ملحمة كلكامش وكانت موجودة بمتحف الكتاب المقدس في واشنطن وتقرر اعادتها الى العراق بعد أن تم التحقق من مصادرتها بعدما تبيّن انها "مُلكية ثقافية مسروقة" أُدخلت إلى سوق الفن الأميركي بطريقة احتيالية.
والقطعة النادرة التي تروي تسلسل الأحلام من الملحمة بالخط الأكادي المسماري هي واحدة من العديد من القطع الأثرية القديمة من العراق والشرق الأوسط التي جمعها ديفيد غرين الملياردير صاحب سلسلة هوبي لوبي.
واللّوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة غلغامش" التي تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.
وقد تم الاستيلاء على اللوحة الاثارية هذه من قبل وزارة العدل الأميركية في عام 2019 بعد عامين من افتتاح غرين للمتحف المخصص للتاريخ المسيحي القديم في وسط مدينة واشنطن.
هُربت الى أميركا
ووفقاً لوزارة العدل الاميركية اشترت هوبي لوبي الأثر اللوحي ذو المقاس 6 بوصات في 5 بوصات والمعروف باسم "لوحة حلم كلكامش" من دار مزاد بارز في عام 2014 مقابل 1.67 مليون دولار.
وقد تم إحضارها في الأصل بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة في عام 2003 من قبل تاجر اشتراها في لندن من تاجر أردني معروف بالتعامل مع آثار لشرق الأوسط القديمة كما نقلت عن الوزارة شبكة "روداوو" الاعلامية العراقية، موضحة انه تم تداولها عدة مرات بخطابات مزيفة لطمأنة المشترين أنه تم الحصول عليها بشكل قانوني.
وفي عام 2014 رتبت هوبي لوبي لشراء اللوحة في نيويورك لكنها نفذت الصفقة في أوكلاهوما لتجنب ضرائب المبيعات وفقاً لوزارة العدل الاميركية ثم تبرعت الشركة به لمجموعة متحف الكتاب المقدس.
مصادرة
واشارت وزارة العدل الاميركية الى انه منذ أن تم الاستيلاء على اللوحة في عام 2019 فانها قد سعت للملكية الرسمية للوحة من خلال قوانين المصادرة لتتمكن من إعادتها إلى أصحابها الشرعيين.
ووصفت المدّعية الاميركية العامة لمنطقة نيويورك جاكلين كاسوليس المسؤولة عن هذه القضية قرار المصادرة بأنه خطوة مهمّة نحو عودة هذه التحفة الأدبية العالمية إلى موطنها الأصلي.
واكدت إن مكتبها "ملتزم بمكافحة بيع الممتلكات الثقافية في السوق السوداء وتهريب القطع الأثرية المنهوبة".
وكانت اللوحة واحدة من آلاف القطع الأثرية ذات الأصل العراقي ومعظمها من الألواح والأختام المسمارية التي يتراوح عمرها بين 3000 و4000 عام والتي تم الاستيلاء عليها من من هوبي لوبي ومتحف الكتاب المقدس لإعادتها إلى العراق.
قطعٌ اثرية
ومن جهتها كشفت وزارة الثقافة العراقية الاربعاء عن مباحثات مع الولايات المتحدة الأميركية لاستعادة "الجزء الأكبر" من الارشيف العراقي.. مشيرة إلى أن القطع والألواح الأثرية التي تم الاتفاق على استعادتها خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الحالية الى واشنطن ستعود الى بغداد مع الوفد العراقي غدا الخميس.
وابلغ المتحدث باسم الوزارة احمد العلياوي الشبكة الإعلامية إن "الجهد العراقي المتمثل بوزارة الثقافة ووزارة الخارجية والسفارة العراقية في أميركا يعمل منذ مدة من أجل استعادة مجموعة كبيرة جداً من القطع الآثارية التي يبلغ عددها 17 ألف قطعة هي عبارة عن ألواح ورقم طينية سومرية قديمة".
وأوضح أن "الجهد والتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية، أثمر بعد نحو عام في تجميع القطع الموجودة في مزادات وجامعات أميركية من أجل إعادتها الى العراق".. لافتاً إلى أن "هذه القطع سيتم حزمها وإعادتها مع الوفد العراقي الخميس الى بغداد".
الارشيف العراقي
أما بشأن الارشيف العراقي فقد أكد العلياوي أن "جزءاً منه تمت استعادته وهو محفوظ في مكان بمطار بغداد الدولي حالياً للاطمئنان عليه". ولفت إلى أن "هنالك مباحثات مع الولايات المتحدة الأميركية لاستعادة الجزء الأكبر من الارشيف العراقي والذي هو موجود في جامعات ومراكز ووزارة الدفاع الأميركية".. منوهاً إلى "وجود الملايين من الوثائق في الارشيف العراقي".
وشدد المتحدث على أن "الارشيف العراقي هو من حق العراق وليس من حق أي دولة امتلاكه وهذا ما تم تأكيده دولياً بهذا الصدد".
17 الف قطعة
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد كشف في مقابلة مع قناة العراقية الرسمية أمس الثلاثاء عن استعادة 17 الف قطعة آثارية من ألولايات المتحدة.
واضاف ان العراق استعاد بتعاون وزارتي الثقافة والخارجية العراقيتين والسفارة العراقية في واشنطن وبعض المنظمات الأميركية 17 الف قطعة اثرية عراقية من اميركا وهي رسالة مهمة تؤكد أن العراق بدأ يستعيد الكثير من تراثه المفقود والذي هو جزء من الحضارة الإنسانية.
وقال "نفخر بهذه الاثار وان شاء الله سنوفر الظروف الملائمة لعرضها في المتاحف العراقية وعلى وزارة الثقافة ان تنظم معرضا دوليا جوالا لها في العالم".
يشار الى ان آلاف القطع الأثرية العراقية قد تعرضت الى النهب وفقدت أثرها بينها 16 ألف قطعة من متحف بغداد خلال اجتياح قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة للبلاد وإسقاطها النظام السابق عام 2003.
التعليقات