أثينا: أُجلي آلاف السيّاح والسكّان فيما غطّت سحابة من الدخان الكثيف أثينا مع استمرار حرائق الغابات في اليونان، في مشهد بدا أشبه بـ"كابوس" فيما خفّت حدّتها في تركيا المجاورة.

وعلى جانبي بحر إيجه، أُجلي آلاف السكّان والسيّاح في الأيام الأخيرة، كثر منهم عن طريق البحر في مواجهة تقدّم النيران التي أجّجها ارتفاع درجات الحرارة.

ورغم أنّ الوضع بدأ يتحسّن مع هطول الأمطار على الساحل التركي حيث 13 حريقًا كان لا يزال مشتعلًا السبت منذ 200 يوم، فإنّ الحرائق تتزايد في اليونان وما زالت تغذّيها رياح عاتية في بعض الأماكن.

وأتت الحرائق على أكثر من 30 ألف هكتار من الأراضي في اليونان خلال الأيام الأخيرة، وفقًا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي وهو هيئة مدعومة من الإتحاد الأوروبي.

وكان 1450 إطفائيًّا يونانيًّا بمؤازرة تعزيزات من دول أخرى، يواصلون معركتهم الشرسة لمكافحة خمسة حرائق كبرى في جزيرة إيفيا الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا، وثلاثة حرائق في شبه جزيرة بيلوبونيز إلى الغرب، وفق هيئة الإطفاء.

وأحصت السلطات اليونانية 154 حريقًا، 64 منها كانت ما زالت نشطة مساء الجمعة.

كابوس اليونان

وتعهّد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس صباح السبت من المكتب الرئيسي لهيئة الإطفاء في أثينا أنّه "عندما ينتهي هذا الكابوس، سنصلح كل الأضرار في أسرع وقت ممكن".

في شمال أثينا، استمرّت النيران العنيفة في التقدّم نحو الشرق وبحيرة ماراتون، أكبر احتياط مائي في العاصمة، بعدما تسبّبت في إخلاء عشرات المناطق. وانتشر دخانها الكثيف ورائحته الحادّة مجدّدًا في العاصمة بين ليلة وضحاها، ومن المتوقّع أن تهبّ رياح قويّة خلال اليوم.

في جزيرة إيفيا، أُجلي أكثر من 1300 شخص بالقوارب خلال اللّيل من قرية ليمني الساحليّة التي أحاطت بها النيران. وتمّ إجلاء أكثر من 20 شخصًا آخر صباح السبت من شاطئ روفييس، الموجود أيضًا في هذه الجزيرة الشاسعة الواقعة في شرق البلاد، وفقًا لوسائل إعلام يونانيّة.

ودعت السلطات المحليّة إلى مزيد من الدعم الجوي للتصدّي بفعاليّة لحريق إيفيا الذي تفاقم السبت.

وفي شبه جزيرة بيلوبونيز، أتت النيران على مئات الهكتارات شرق الموقع الأثري في أولمبيا وفي منطقتي ماني وميسينيا.

وقالت رئيسة البلدية إيليني دراكولاكو أنّ "النيران اجتاحت أكثر من 15 قرية" في شرق ماني، مستنكرة نقص الموارد الجويّة في مداخلة لقناة إي آر تي.

واضطرّ أكثر من خمسة آلاف مقيم وسائح للفرار من النيران التي أحرقت 50 بالمئة من هذه المنطقة الجبليّة والسياحيّة، وفق تقديرات رئيس البلدية.

في 5 آب/ أغسطس، تجاوزت مساحة المناطق المحترقة في اليونان بنسبة 180 بالمئة متوسّط ما سجّل في الفترة 2008-2020 وفقًا لبيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي. وذلك بدون إحتساب أرقام الخامس والسادس من آب/ أغسطس والتي تقدّر بمساحة تتجاوز 15 ألف هكتار، وفقًا لصحيفة كاثيميريني اليوميّة.

في هذه المرحلة من العام 2021، أتت الحرائق على غابات وغابات صنوبر أكثر ممّا دمّرته في ثلاث سنوات (2017 إلى 2020) كما أفاد أندريانوس غورباتسيس الرئيس السابق لخدمات الإطفاء اليونانيّة السبت لموقع إثنوس الإلكتروني.

ووعد رئيس الوزراء بإعادة التحريج السريع. وقال للصحافيّين "المناطق المحترقة ستعطى أولويّة لإعادة تشجيرها".

وتصف مسوّدة للأمم المتحدة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس منطقة البحر الأبيض المتوسط بأنّها "بقعة ساخنة لتغيّر المناخ".

الأمطار تنقذ تركيا

من جهة أخرى، ساهمت الأمطار التي هطلت في جنوب غرب تركيا في تحسن الوضع في منطقة أنطاليا. ووفقًا للسلطات المحليّة، تمّت السيطرة على الحرائق بما فيها في منافغات حيث استمر هطول أمطار غزيرة السبت.

وفي الوقت نفسه، يواصل الإطفائيّون الأتراك جهودهم في منطقة موغلا حيث تم إخلاء ثلاثة أحياء، وفقًا للبلدية.

وقتل ثمانية أشخاص ونقل العشرات إلى المستشفيات بسبب 200 حريق تستعر في جنوب تركيا منذ أسبوع. كذلك، لقي شخصان حتفهما في اليونان وأصيب حوالى عشرين شخصًا من بينهم اثنان من رجال الإطفاء نقلًا إلى المستشفى وحالتهما حرجة.

وتواجه اليونان وتركيا موجة حرّ استثنائية يعزوها الخبراء إلى ظاهرة تغيّر المناخ.