إيلاف من بيروت: في 17ديسمبر 2010، نشر موقع "ستراتفور" الاستخباري تقريرًا نسبه إلى مصدر له في لبنان، تناول فيه سعي حزب الله إلى امتلاك مادة نيترات الأمونيوم على شكل سماد كيماوي، وهي المادة نفسها التي انفجرت كمية كبيرة منها في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، وتحديدًا في العنبر 12 فيه، وهو العنبر المعروف بأنه تابع أمنيًا لـ "المقاومة"، الاسم المستعار لـ "حزب الله".

صدر هذا التقرير ثانية ضمن ملفات ويكيليكس، التي بدأت بالظهور إلى العلن منذ 27 فبراير 2012.

وما زال التحقيق في انفجار مرفأ بيروت مستمرًا، رغم مساعي حزب الله وأطراف أخرى مؤيدة له في الدولة اللبنانية لحرف التحقيق عن مساره بحجج عدة، ليس آخرها مسألة الحصانات النيابية التي يمسك بها عدد من المطلوبين للتحقيق، وصراخ حسن نصر الله، زعيم حزب الله، متهمًا قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار بتسييس التحقيق لاستهداف حزب الله.

من الدرجة العسكرية

بحسب التقرير الأولي، أفاد مصدر لموقع "ستراتفور" في لبنان أن حزب الله يواجه صعوبة في الحصول على متفجرات "من الدرجة العسكرية" (military-grade explosives) مثل "سي 4" (C4) و"آر دي أكس" (RDX) من مصادر أجنبية، ما يجبره على الاعتماد بشكل أكبر على الإمدادات الخارجية من نيترات الأمونيوم (موجودة في الأسمدة).

يقول المصدر نفسه إن إغلاق قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان للساحل اللبناني، والجهود السورية المتزايدة لقطع إمداد هذه المتفجرات يفسر هذا النقص.

مع ذلك، لا ينذر تخزين حزب الله هذه المادة بالضرورة بالعنف على نطاق واسع في لبنان.

بحسب المصدر نفسه، يدفع حزب الله لسوريا ضعف سعر السوق للأسمدة التي تمثل عنصرًا شائعًا في العبوات الناسفة التي تعتمد على نيترات الأمونيوم، واشترى ما يصل إلى 15 ألف طن من الأسمدة من منشأة البتروكيماويات الرئيسية في سوريا في حمص. تأخذ سوريا الأرباح وتشتري سمادًا أرخص من أوروبا الشرقية لاحتياجاتها المحلية.

وبحسب "ستراتفور"، هذا يفسر إصرار حزب الله على أن يكون أحد أعضائه وزيراً للزراعة عندما كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يشكل حكومته في عام 2009. ويُزعم أن وزير الزراعة في حينه، حسين الحاج حسن، كان يشتري شحنات الأسمدة من سوريا لعملاء حزب الله الذين يرسلونها إلى مستودعات الحزب.

وتذكيرًا، تولى حسين الحاج حسن وزارة الزراعة مرتين: الأولى، في حكومة الحريري من 9 نوفمبر 2009 إلى 13 يونيو 2011؛ والثانية، في حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي من 13 يونيو 2011 إلى 15 فبراير 2014.

مزيج متوازن

وأوضح مصدر "ستراتفور" نفسه أن المتفجرات القائمة على الأسمدة تستخدم لبناء أنفاق في المناطق الجبلية ويتم الاحتفاظ بها احتياطيًا لاستخدامها ضد الدبابات الإسرائيلية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وبالتالي، فإن التخزين الحالي يشمل التخطيط للطوارئ، حيث لا يريد حزب الله ولا إسرائيل صراعًا بينهما في هذا الوقت.

يفرض بناء العبوات الناسفة القائمة على الأسمدة تحديات لا يفرضها استخدام العبوات الناسفة المتفجرة ذات الدرجة العسكرية. تتطلب العبوات الناسفة المرتكزة على الأسمدة مزيجًا متوازنًا من الوقود، مثل الديزل، لإنتاج خليط نيترات الأمونيوم/زيت الوقود (Ammonium Nitrate/Fuel Oil Mixture - ANFO)، وهو الذي يمكن أن يكون أساسًا للأجهزة المتفجرة القاتلة.

تتطلب الأجهزة التي تحمل شحنة (ANFO) أيضًا شحنة أولية لبدء التفجير، تتكون عادةً من كميات صغيرة من المتفجرات العسكرية أو التجارية. استخدام خليط (ANFO)، إذًا، هو وسيلة لمضاعفة فاعلية الاحتياطيات الصغيرة من المتفجرات من الدرجة العسكرية أو التجارية.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "ويكيليكس".