إيلاف من بيروت: زار الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، مستشفى السلام في طرابلس، يرافقه المدير الدكتور غبريال السبع، حيث اطلع على أوضاع جرحى انفجار التليل في عكار.

بعد الجولة، قال: "ما حصل في عكار كارثة كبيرة، ولا بد من أن تتكاتف كل الجهود من أجل مساعدة المصابين والتخفيف عنهم. من هنا أوجه نداء لكل المستشفيات المتخصصة بالحروق لإدخال الجرحى وتقديم الإسعافات اللازمة لهم".

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، أعلن "وجود اتصالات مع تركيا لإرسال الجرحى المصابين بحروق بالغة، وهناك تواصل مع المسؤولين في الجمهورية العربية المصرية لنقل الحالات الخطرة إليها". وناشد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر "تزويد المستشفيات ومراكز الصليب الأحمر في الشمال بالكهرباء والمازوت لتتمكن بدورها من القيام بواجبها تجاه الجرحى".

وقال: "الانفجار كارثة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى، ويشبه الى حد بعيد انفجار مرفأ بيروت. كل الأجهزة العسكرية والأمنية والإدارات الرسمية تعمل ميدانيا على الأرض لمساعدة المواطنين وإزالة ما خلفه الانفجار".

وتمنى "إجراء تحقيق فوري وسريع لتحديد المسؤوليات وكشف ملابسات هذه الجريمة".

وأوضح السبع أن "المستشفى استقبل أكثر من 30 جريحا، بعضهم في حال خطرة جدا"، لافتا الى ان "إمكانات المستشفى استنزفت بشكل كبير، وليس باستطاعته استقبال أي جريح"، شاكرا "كل المسؤولين والمؤسسات الذين قدمتوا مساعدات وأدوية، ولا سيما وزارة الصحة والطبابة العسكرية والهيئة العليا للاغاثة".

بيان الجيش

صدر عن قيادة الجيش اللبناني ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخ 15 / 8 /2021 قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين، ممّا أدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين. بوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختص لمعرفة ملابسات الانفجار".

أضاف: "بتاريخ ١٥ / ٨ /٢٠٢١ أوقفت مديرية المخابرات قيد التحقيق المدعو (ر.أ) ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود بتاريخه في بلدة التليل-عكار، وأدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين".

وكان جمع من الأهالي الغاضبين قد توجهوا إلى منزل صاحب الأرض التي يقوم عليها خزان الوقود الذي انفجر وأحرقوه، رغم محاولات قوة من الجيش اللبناني الحؤول دون ذلك.

مجلس الدفاع الأعلى

إلى ذلك، استهل رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بتقديم تعازيه بضحايا انفجار مستودع المحروقات في بلدة التليل العكارية، وطلب من الأطقم الإسعافية والطبية والاستشفائية أعلى درجات الاستنفار لمواجهة تداعيات هذه الفاجعة.

وقال عون: "الأزمات التي نمر بها وما ينجم عنها، يحثّنا جميعاً على عدم التهرّب من المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية والدستورية التي تحتّم علينا اتّخاذ ما يلزم من تدابير لمواجهتها".

وطالب عون من "السلطات القضائية المختصة بالإسراع في إجراء كافة التحقيقات التي من شأنها الكشف عن الملابسات والأسباب التي أدت الى وقوع الكارثة في التليل، ومحاكمة مسبّبيها ومن يقف وراءهم وفق القوانين المرعية الاجراء".

وتابع, "لعدم تسييس المأساة التي وقعت في التليل واستغلال دماء الشهداء وحروق الجرحى لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته، كما ولإظهار اقصى درجات التضامن والوقوف الى جانب بعضنا البعض في هذه اللحظات الصعبة".

من جهته قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب: "هذا الانفجار هو نتيجة الفساد الذي صار هو القاعدة في البلد، ودم الشهداء الذين سقطوا اليوم والجرحى، في رقاب كل الفاسدين الذين يحتكرون ويخزّنون ويهرّبون ويحرمون الناس".

وتابع, "الكارثة التي حصلت اليوم في عكار أصابت كل لبنان، وتعطي إنذاراً لكل الذين باعوا ضميرهم ويشاركون في زيادة عذابات اللبنانيين".