إيلاف من بيروت: المشهد مختلف اليوم في أفغانستان، بعدما سقطت البلاد في سرعة قياسية في يد حركة طالبان، بعد نحو عقدين من الحكم الموالي للولايات المتحدة، هذا الحكم الذي أرسيت داعئمه على أسس الحرب الدولية على الإرهاب الذي تمثل في تنظيم القاعدة، والذي احتضنته طالبان، حتى 11 سبتمبر 2001.

المشهد مختلف، ومريب أحيانًا. ففجأة، ومن دون سابق إنذار، خرجت مراسلة "سي أن أن" الأميركية كلاريسا وورد من سفارة بلادها، وجالت في كابول، وكأن عناصر "طالبان" المنتشرين في الشوارع إخوانها... وأعز!

حتى أنها وقففت بينهم مرتدية الحجاب في أثناء تجوالها في الشارع الذي يقع فيه مجمع السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابول، مسورة عناصر "طالبان" المبتسمين، المتباهين بقدراتهم العسكرية التي أسقطت البلاد كلها في أيام قليلة.

قالت وورد في تقريرها المصور: "هذه النظرة على وجوههم، ما كنت أتوقع أن أراها يومًا، فهؤلاء مسلحو ومقاتلو طالبان، وخلفنا مباشرة مجمع السفارة الأميركية".

وحين طلبت وورد من أحد عناصر "طالبان" توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة، قال: "قضت أميركا وقتًا طويلًا في أفغانستان، وكان عليها الرحيل أخيرًا، وهم ضيع الأميركيون عددًا كبيرًا من الأشخاص وقدرًا كبيرًا من الأموال"، مؤكدة، من ناحية أخرى، إن هؤلاء المسلحين يرفعون شعارًا طنانًا: "الموت لأميركا".

لكن، إن كان "الموت لأميركا" حقًا.. فكيف تجول وورد كالسائحة اليوم بين المنتصرين على أميركا؟ وكيف تستمر المحادثات الأميركية - الطالبانية في الدوحة؟