ايلاف من لندن : استذكر العراق الرسمي الاثنين الذكرى المئوية لتأسيس البلاد الحديثة رسميا في ذكرى تنصيب الملك فيصل الاول ملكا فيما اكد الرئيس صالح تطلع العراقيين لدولة آمنة خادمة لشعبها ومعبّرة عن إرادتهم المستقلة.
وقال المجلس العراقي الاعلى للقضاء ان اليوم تمر "تمرُّ علينا ذكرى تأسيس العراق الحديث والمعاصر، ففي مثل هذا اليوم الموافق 23 آب أغسطس 1921 تمّ تنصيبُ المغفور له جلالة الملك فيصل الأول (رحمه الله) ملكاً للعراق".
القضاء عمود الدولة الفقري
واشار المجلس في بيان صحافي تابعته "ايلاف" الى انه "خلال هذا القرن المهم، من تاريخ العراق والمنطقة والعالم، مرَّ العراق ودولته المتعددة بكلّ أطيافها واتجاهاتها السياسيّة، ملكيّةً كانت أم جمهورية، عادلةً أم ديكتاتوريّة، بكل ما كان يستدعي الأمر من تأثيرٍ وتأثّر، في أحداث رسمت السنوات المئة الأخيرة، في أذهان العراقيين والعالم".
واضاف انه "منذ لحظة التأسيس، ونحن اليوم نحتفل بالمئويّة، والقضاء العراقيّ كان العمود الفقريّ لهذه الدولة، مُحاولاً إصلاح الأخطاء البنيوية والسياسيّة، وعاملاً جاهداً لأجل الوصول لمستوى عدالةٍ تليق بالعراق والعراقيين".
وشدد المجلس الاعلى للقضاء العراقي بالقول"نؤكد على أنَّ القضاء هو القلعة الأخيرة للعدالة، وأنّه الحامي الأوّل والأخير للمواطن، والدولة، والمجتمع، وعلاقاته المتشابكة والمتعالقة، وأنّ فكرة العدالة هي نقطة الانطلاق لكلّ بناء، وأنّ خدش هذه الفكرة هي بداية كلّ سوء".
الرئيس صالح : لدولة آمنة
قال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة بهذه المناسبة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" ان العراقيين يتطلعون إلى دولة آمنة خادمة لشعبها من خلال حكم رشيد".
واشار الى أن "عمر العراق المعاصر بلغ قرناً كاملاً بذكرى تنصيب (المغفور له) الملك فيصل الأول". واشار الى "مئة عام من المنعطفات التأريخية، حملت إنجازات وانتكاسات من حروب ومآس واستبداد".
وأضاف "نؤكد تطلع العراقيين إلى دولة آمنة، خادمة لشعبها من خلال حكم رشيد ومعبّرة عن إرادتهم المستقلة".
ثورة أثمرت استقلالا
واليوم يمر العراق في الذكرى المئوية لإعلانه كدولة رسمية موثقة دولياً بعد إعلان الدولة الملكية عام 1921 بعد ثلاث سنوات من اندلاع ثورة عراقية كبرى في حزيران يونيو عام 1920 أثمرت عن قرار المستعمر البريطاني بمنح العراق الاستقلال من خلال تشكيل حكومة وطنية عراقية انتقالية برئاسة عبد الرحمن النقيب لتعمل على وضع رؤية في اختيار ملك للدولة الملكية بمفهومها الجديد.
وقد تم اختيار الملك فيصل بن الشريف حسين بن علي ملكاُ على العراق باستفتاء شعبي، وتم اعلان الدولة العراقية الملكية في 23 آب عام 1921 ليبدأ مشوار بناء الدولة من الناحية الإدارية يسير بخطى متسارعة من خلال اعلان الملك فيصل في عام 1922 عن المجلس التأسيسي الذي يتولى مسؤولية تشكيل الوزارات ومؤسسات الدولة وصياغة دستور للبلاد، وقانون للانتخابات، وتوقيع اتفاقية مع بريطانيا تنظم العلاقة معها على أساس الاستقلال الفعلي للعراق، واختير عبد الرحمن النقيب كأول رئيس للوزراء وتم السماح بتشكيل الاحزاب السياسية.
وفي عام 1925 تم اقرار الدستور باسم (القانون الأساسي العراقي) فيما ظلت عملية التأسيس متواصلة من اجل تنظيم العمل المؤسساتي في الدولة.
المشاكل والتحديات
إلا إن عملية بناء الدولة الجديدة لم تكن يسيرةً كما لاحظت الوكالة العراقية الرسمية في تقرير تابعته "ايلاف" منوهة الى انها واجهت العديد من التحديات بسبب الظروف الدولية والاقليمية والمحلية ؛ ما جعل الوضع العراقي من الناحية السياسية في مواجهة العديد من العقبات والتي اسفرت عنها تغيرات مستمرة للحكومات وحل متكرر لمجلس النواب.
كما واجه النظام الملكي الكثير من المشاكل على صعيد بناء الدولة فبعد وفاة الملك فيصل الاول عام 1933 تولى نجله الملك غازي الحكم في العام ذاته، وشهدت هذه الحقبة تقلبات وصراعات بين الطبقات السياسية لم تختلف عن سابقتها وادت الى انقلاب بكر صدقي العام 1936 والذي يعد أول انقلاب في الدولة الجديدة إلا أنه في الوقت ذاته شهدت تحقيق عدد من الانجازات منها تاسيس أول إذاعة عراقية وايقاف التعامل بعملة الروبية الهندية واستعمال العملة العراقية وكذلك افتتاح مطار البصرة وسدة الكوت.
وبعد وفاة الملك غازي في حادث سير في عام 1939 تولى نجله الملك فيصل الثاني الحكم الا انه كان لا يزال صغيراً وفي السن الرابعة فتمت إناطة الوصاية على العرش لخاله عبد الإله حتى تسلم فيصل الثاني مقاليد الحكم بشكل رسمي في عام 1953.
العراق الجمهوري
وفي 14 تموز 1958 قام الجيش العراقي بثورة اعلنت الجمهورية العراقية، وشهدت هذه المرحلة العديد من المشاكل بعد تجميد الدستور واعلان الدستور المؤقت والتي سبقها قتل افراد العائلة المالكةصباح يوم الثورة، كما شهدت هذه المرحلة محاولة انقلاب فاشلة في شهر آذار مارس عام 1959 بقياد عبد الوهاب الشواف وكذلك محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم في تشرين الأول اكتوبر عام 1959.
عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف قادا حركة الاطاحة بالنظام الملكي واعلان الجمهورية في العراق (صورة أرشيفية)
وانتهى عهد الجمهورية الأولى بانقلاب 8 شباط فبراير عام 1963 بقيادة عبد السلام عارف وحزب البعث .. وفي عام 1966 توفي عبد السلام بحادث سقوط طائرته في محافظة البصرة ليتولى شقيقه عبد الرحمن عارف رئاسة العراق وفي عام 1968 قام حزب البعث بالانقلاب على السلطة وتولي ادارة البلاد الأمر الذي جعل العراق يسير باتجاه صراعات اقليمية وحروب راح ضحيتها ملايين المواطنين وهدر تام للموارد الاقتصادية والبشرية.
العراق الآخر
في عام 2003 سقط نظام البعث بعد دخول قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الى العراق لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ البلاد من خلال تاسيس مجلس الحكم واعلان الحكومة المؤقتة في عام 2004 ووضع دستور دائم للبلاد أقر في استفتاء شعبي عام 2005 لتجري أول انتخابات في عام 2006 وتشكيل أول حكومة عراقية منتخبة.
وشهدت هذه المرحلة العديد من الأحداث السياسية والأمنية ولكن استطاع العراق أن يستعيد دوره على المستويين الاقليمي والدولي خاصة بعد عقد القمة العربية في بغداد في عام 2012 وكذلك دوره كقوة عسكرية بعد تحقيق الانتصار على تنظيم داعش الارهابية في عام 2017.
وخلال قرن من عمر الدولة العراقية الحديثة حكم العراق ثلاثة ملوك وتسعة رؤساء جمهورية فضلاً عن تشكيل 70 حكومة وتسنم منصب رئاسة الحكومة 40 شخصية ويعد نوري سعيد اكثر من تسنم رئاسة الوزراء بواقع 14 مرة .. ويعد عبد الرحمن النقيب أول رئيس وزراء للعراق فيما يشغل المنصب حالياً مصطفى الكاظمي.
التعليقات