إيلاف من دبي: أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، خلال لقائهما في البيت الأبيض، التزامه بـ"ضمان عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً"، فيما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن بينيت عرض على بايدن "استراتيجية جديدة" لمواجهة إيران.

وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن بايدن وبينيت استعرضا الخطوات اللازمة لـ"ردع واحتواء سلوك إيران الإقليمي" الذي وصفه بـ"الخطر"، واتفقا على "الالتزام بالعمل بشكل بنّاء، وتعميق التعاون لمعالجة جميع جوانب أمن إسرائيل ضد إيران والتهديدات الأخرى"، وفقًا لموقع "الشرق".

ووفق البيان نفسه، أكد بايدن دعم بلاده "القوي" لـ"أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس"، والذي وصفه بـ"التعاون الدفاعي والأمني ​​الثنائي الاستثنائي"، مشيراً إلى "دعم إدارته الكامل لتجديد نظام القبة الحديدية في إسرائيل".

وقال بايدن للصحافيين، عقب لقاء بينيت، إنه يضع "الدبلوماسية أولاً" في محاولة لكبح برنامج إيران النووي، لكن إن فشلت المفاوضات فإنه مستعد للجوء إلى "خيارات أخرى" لم يحددها.

الإعدام الصيني

مسؤولون إسرائيليون قالوا لموقع "أكسيوس" الأميركي إن بينيت عرض على بايدن في اللقاء الذي جمعهما بالبيت الأبيض استراتيجية جديدة لمواجهة إيران، وصفوها بـ"الموت بألف جرح"، وهي طريقة إعدام صينية قديمة، يتم فيها تقطيع الشخص وتركه ليموت ببطء.

وسعى بينيت إلى لقاء بايدن وجهاً لوجه بهدف توطيد العلاقات بينهما بعدما شهدت في الأشهر الأولى لولاية بايدن أزمة سياسية مع إسرائيل، بالإضافة إلى رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي "التنبيه وبإلحاح" على التقدم الكبير الذي حققته إيران في برنامجها النووي، كما جاء في موقع "الشرق".

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الاستراتيجية التي قدمها بينيت إلى بايدن تتضمن مواجهة إيران من خلال مجموعة من الإجراءات الصغيرة، عبر جبهات عسكرية ودبلوماسية عدة، بدلاً من توجيه ضربة واحدة كبيرة تكون دراماتيكية.

العراق وسوريا

ووفق المسؤولين الإسرائيليين، قارن بينيت المواجهة بين إسرائيل وإيران اليوم بالمواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. وقال مسؤول لـ"أكسيوس" إن "رئيس الوزراء بينيت قال إن إسرائيل هي أميركا المنطقة، وإيران هي الاتحاد السوفياتي بنظامه الفاسد والمنحل".

وشدد بينيت على ضرورة احتواء إيران مرة أخرى، بما في ذلك برنامجها النووي، ولهذه الغاية طلب من بايدن "عدم سحب القوات الأميركية من العراق وسوريا"، وأفادت المصادر لـ"أكسيوس" بأن الوفد الإسرائيلي شعر بـ"التفاؤل" حيال موقف بايدن بشأن هذا الطرح.

الاتفاق النووي

بينيت أكد لبايدن أنه يعارض العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وأن "فعالية الاتفاق تلاشت"، بسبب الأوضاع الحالية والتقدم النووي الإيراني. وقال المسؤولون إن "بايدن لا يبدو متفائلاً بشأن احتمال عودة إيران للامتثال إلى الاتفاق".

وذكرت المصادر الإسرائيلية أن بينيت كان سعيداً جداً بأمرين قالهما بايدن، الأول أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً في عهده، والثاني أنه إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران، فهو مستعد لاستكشاف خيارات أخرى.

وأشار بينيت للصحافيين إلى أن اجتماعه مع بايدن كان "ممتازاً"، وأنه شعر كأنهما يعرفان بعضهما البعض منذ فترة طويلة. وقال بينيت: "وجدت قائداً يحب إسرائيل، ويعرف تماماً ما يريده، ويتوافق مع احتياجاتنا"، بحسب "الشرق".

وعبّر بينيت عن تفاؤله بآفاق التعاون بشأن إيران، مضيفاً: "ليس لدينا الكثير من الوقت، القضية الإيرانية ملحة ولا يمكن تأجيلها".