كابول: أُطلقت صواريخ باتجاه مطار كابول حيث تسابق القوّات الأميركية الزمن لإنجاز انسحابها من أفغانستان وإجلاء حلفاء لها على وقع احتمال شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات جديدة.

وحدّد الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة تنتهي الثلاثاء لسحب كل القوّات الأميركية من أفغانستان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة وبدأت ردًّا على هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.

وتسبّبت سيطرة طالبان مجدّدًا على السلطة بعدما أطاح بها ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2001، قبل 15 يومًا بتدفّق أعداد كبيرة من الأفغان إلى مطار كابول أملًا بأن يستقلوا طائرة في إطار عمليّات الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة، خوفًا من انتقام الحركة المتشدّدة.

وستنتهي هذه الرحلات الجوية التي سمحت بإجلاء أكثر من 120 ألف شخص عبر مطار كابول، الثلاثاء رسميًّا مع إنسحاب آخر القوّات الأميركية.

إلّا أنّ الجيش الأميركي يركّز راهنًا على سحب جنود والدبلوماسيين الأميركيّين خصوصًا.

ويطرح تنظيم الدولة الإسلامية المنافس لحركة طالبان التهديد الأكبر على الإنسحاب بعدما نفّذ هجومًا إنتحاريًّا في محيط المطار الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم 13 عسكريًّا أميركيًّا.

هجوم أميركي

وحذّر بايدن من أنّ هجمات أخرى مرجّحة جدًّا فيما أكّدت الولايات المتحدة الأحد أنّها شنّت غارة بطائرة مسيّرة في كابول على آلية مفخّخة قالت أنّها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتلا ذلك صباح الإثنين إطلاق صواريخ باتجاه المطار.

أكّد البيت الأبيض فجر الإثنين الهجوم بالصواريخ على المطار لكنّه شدّد على أنّ عمليّات الإجلاء "متواصلة".

وأوضحت الناطقة باسم البيت جين ساكي في بيان "أبلغ الرئيس جو بايدن بأنّ العمليّات تتواصل دونما انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابول وجدّد تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قوّاتنا على الأرض".

والتقط مصوّر لوكالة فرانس برس الاثنين صورًا لسيارة مدمّرة مع قاذفة صواريخ لا تزال ظاهرة على المقعد الخلفي.

وأصابت طائرة أميركية السيارة على بعد كيلومترين من المطار.

ورجّح مسؤول في حركة طالبان في المكان إطلاق خمسة صواريخ لكن الدفاعات الجوية الخاصة بالمطار اعترضتها ودمّرتها.

أضرار المطار

ولم تصدر أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار لحقت بالمطار، إلّا أنّ هذا الحادث زاد من القلق الذي يعتري السكان الذين يرزحون تحت صدمة سنوات الحرب الطويلة.

وقال عبد الله الذي يقيم قرب المطار لوكالة فرانس برس "منذ تولّى الأميركيون الإشراف على المطار لا يمكننا النوم بشكل سليم. فإمّا نسمع إطلاق نار أو دوي صواريخ أو صفارات إنذار أو ضجيج هائل لمحرّكات الطائرات. والآن يتعرّضون لهجمات مباشرة ما قد يعرّض حياتنا للخطر".

قالت الولايات المتحدة إنّ الغارة الجوية الأحد على السيارة المفخّخة قضت على تهديد جديد من تنظيم الدولة الإسلامية.

إلّا أنّ الغارة قد تكون تسبّبت بمقتل مدنيّين.

وقال المتحدّث باسم القيادة المركزيّة الأميركيّة، بيل أوربان "نحن على علم بتقارير عن سقوط ضحايا مدنيّين في أعقاب الغارة (التي نفّذناها) على آليّة في كابول اليوم (الأحد)". أضاف "ما زلنا نُقيّم نتائج هذه الضربة التي نعرف أنّها عطّلت تهديداً وشيكاً لتنظيم الدولة الإسلاميّة-ولاية خراسان" ضدّ مطار كابول.

وتابع "سنشعر بحزن عميق إزاء أيّ خسائر محتملة في أرواح الأبرياء".

الدولة الإسلامية

في السنوات الأخيرة نفّذ تنظيم الدولة الإسلامية بعضًا من أعنف الهجمات في أفغانستان وباكستان استهدفت خصوصًا مساجد ومدارس وحدائق عامة ومستشفيات حتى.

وتسبّب الهجوم الإنتحاري الأسبوع الماضي في محيط مطار كابول بأكبر حصيلة قتلى في صفوف الجيش الأميركي في يوم واحد منذ 2011.

ودفع تهديد تنظيم الدولة الإسلامية الجيش الأميركي وحركة طالبان إلى التعاون لضمان أمن المطار وهو أمر كان يصعب تصوّره قبل أسابيع قليلة.

طالبان والسلطة

والسبت واكب مقاتلون من حركة طالبان الأفغان الذين ترجّلوا من حافلات، إلى محطة الركاب الرئيسية لتسليمهم إلى القوات الأميركية في سبيل إجلائهم.

وأكّدت حركة طالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان منتصف آب/ أغسطس بإطاحتها الحكومة المدعومة من الدول الغربية أنّها ستحكم بطريقة مختلفة عن فترة حكمها بين 1996 و2001 عندما مُنعت الفتيات والنساء من الدراسة والعمل.

لكن الكثير من الأفغان يخشون فرض النهج المتشدّد للحركة فضلًا عن انتقامها من الأشخاص الذين تعانوا مع القوات الأجنبية والبعثات الغربية أو مع الحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة.

والأحد، أعلنت طالبان أنّ زعيمها الأعلى هبة الله أخوند زاده الذي لم يسبق أن ظهر علناً، موجود في جنوب أفغانستان.

وقال المتحدّث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، "إنّه في قندهار. إنّه يُقيم هنا منذ البداية"، فيما أورد مساعد المتحدّث بلال كريمي أنّه "سيظهر قريباً في شكل علني".