لقي تسعة أشخاص على الأقل حتفهم بعد أن ضربت فيضانات وأعاصير شمال شرق الولايات المتحدة، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وحوصر بعض الأشخاص في الطوابق السفلية من منازلهم التي غمرتها المياه، بينما عُثر على جثة واحدة في سيارة جرفتها المياه.

وأعلن حاكما ولايتي نيويورك ونيوجيرسي حالة الطوارئ، ووصفها عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، بأنها "حدث مناخي تاريخي".

وسقط ما لا يقل عن 8 سنتيمترات من الأمطار، خلال ساعة واحدة فقط، في حديقة نيويورك المركزية.

وتم إغلاق جميع خطوط مترو الأنفاق في مدينة نيويورك تقريبًا، وتم حظر المركبات غير المخصصة للطوارئ من الطرق، فضلا عن تعليق العديد من الرحلات الجوية والقطارات المغادرة من نيويورك ونيوجيرسي.

وصرح رئيس بلدية مدينة باسيك سيتي في نيو جيرسي، هيكتور لورا، لشبكة سي إن إن بأن جثة رجل في السبعينيات من عمره قد تم انتشالها من سيارة جرفتها الفيضانات.

وذكرت شبكة إن بي سي نيويورك أن شخصًا آخر على الأقل توفي في نيو جيرسي. وأفادت قناة إن بي سي ووكالة فرانس برس أن سبعة أشخاص لقوا حتفهم في مدينة نيويورك، بعضهم بعد أن حوصروا في الأدوار السفلية من منازلهم.

وكان صبي يبلغ من العمر عامين من بين الضحايا في مدينة نيويورك.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تدفق المياه على محطات مترو الانفاق ومنازل الناس، وكذلك الطرق التي غمرتها المياه.

فيضانات
Getty Images
شهدت بلدة "باسيك سيتي" في ولاية نيوجيرسي فيضانات كبيرة

وقال جورج بيلي، أحد سكان نيويورك، لبي بي سي: "أثناء تناولي وجبة العشاء سمعت قرقرة، والماء يتصاعد من حوض الاستحمام في حمامنا".

وأضاف: "ذهبت لتفقد خط المياه الرئيسي في غرفة المرافق، وبحلول الوقت الذي عدت فيه إلى غرفة المعيشة، وجدت مياها يقترب ارتفاعها من قدم واحد. كان من المذهل مدى السرعة التي وصلت بها المياه".

وأعلنت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية حالة طوارئ للفيضانات في مدينة نيويورك، بروكلين، كوينز، وأجزاء من لونغ آيلاند، وأصدرت تحذيرات من إعصار لأجزاء من ماساتشوستس ورود آيلاند.

أشخاص يمشون تحت أمطار غزيرة
EPA
سقط ما يزيد عن 8 سنتيمترات من الأمطار في أجزاء من نيويورك

وقالت الوكالة إن حالة طوارئ الفيضانات تصدر في "حالات نادرة للغاية، عندما يحدث تهديد خطير لحياة الإنسان وأضرار كارثية من فيضان مفاجئ أو سيحدث قريبًا".

ونتج هذا الطقس القاسي عن بقايا العاصفة الاستوائية أيدا، التي تسببت في دمار واسع النطاق في جنوب لويزيانا، في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتسهم العديد من العوامل في حدوث الفيضانات، ولكن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الناجم عن تغير المناخ يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا.

وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.2 درجة مئوية، منذ بدء عصر الثورة الصناعية، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات الضارة.

كانت بقايا الإعصار أيدا تتجه شمالًا عبر شرق البلاد، بعد أن ضرب ولاية لويزيانا كإعصار من الفئة الرابعة يوم الأحد الماضي.

ولا تزال مئات الآلاف من المنازل في لويزيانا بدون كهرباء، كما تخضع مدينة نيو أورلينز لحظر تجول ليلي.

فيضانات في منطقة ويليامزبرغ في بروكلين
Reuters
تُظهر لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي فيضانات في منطقة ويليامزبرغ في بروكلين

ولقي شخصان مصرعهما عندما انهار طريق سريع في ولاية ميسيسيبي، بينما لقي اثنان آخران حتفهما في لويزيانا - أحدهما في فيضان مفاجئ والآخر صدمتة شجرة أثناء سقوطها. كما قُتل عاملا كهرباء في ولاية ألاباما أثناء قيامهما بإصلاح الأعطال التي سببها الإعصار.

وتعرضت بعض البلدات الصغيرة لدمار شبه كامل في لويزيانا. وقال تيم كيرنر رئيس بلدية جان لافيت - وتقع على بعد حوالي 32 كيلومترا جنوب نيو أورلينز - إن المدينة تعرضت لفيضانات "كارثية". وتشير تقديرات إلى أن 90 في المئة من المنازل تعرضت لأضرار جسيمة.

وقال قائد الشرطة المحلية إن أكثر من 400 شخص اختاروا البقاء في البلدة قبل العاصفة، وإن عمال الإنقاذ بحاجة إلى إنقاذ عشرات الأشخاص من السندرات وأسطح المنازل.

كما تضررت بلدة غاليانو، على ساحل الخليج في لويزيانا، بشدة وتحطم سقف مستشفى "ليدي أوف ذا سي" في البلدة بفعل الرياح العاتية.