إيلاف من بيروت: على الرغم من احتمال تعرض لبنان لعقوبات أميركية، ورغم إعلان الجهات اللبنانية الرسمية عدم إعطائها الإذن بالاستيراد، يتمسك حزب الله بإدخال وقود إيران الخاضعة للعقوبات إلى لبنان عبر سوريا، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية.نت".

ومع إعلان موقع "تانكر تراكرز" لتتبع السفن أن الباخرة الإيرانية الأولى المُحمّلة بالوقود المتّجهة للبنان تصل اليوم إلى قناة السويس، أفادت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" "أن الباخرة ستصل إلى مرفأ بانياس السوري مطلع الأسبوع المقبل لتنطلق بعدها مرحلة تفريغ الحمولة ونقلها عبر البرّ إلى لبنان".

وفي حين توقّعت المصادر "أن يكون لزعيم حزب الله حسن نصرالله إطلالة بالتزامن مع وصول الباخرة الإيرانية إلى سوريا"، لفتت إلى "أن حمولتها ستُنقل بالصهاريج من بانياس عبر طريق حمص-القصير-الهرمل القريبة من الحدود السورية" بواسطة صهاريج مهربين محسوبين على الحزب المدعوم إيرانيا.

كبار المهربين

أوضحت المصادر المطّلعة "أن حزب الله أبلغ منذ أيام عدداً من كبار المهرّبين والتجّار المحسوبين عليه، لاسيما في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية-السورية بتجهيز الصهاريج الخاصة بهم من أجل استخدامها في عملية تفريغ الباخرة، كما قال "العربية.نت".

وأفادت "بأن الصهاريج وبعد أن تمتلئ بالمازوت ستتوجّه مباشرةً من بانياس إلى الجهة اللبنانية، حيث تُفرّغ حمولتها في مخازنها، من دون أن تتوقف أو تجمع في محطة لبنانية مشتركة".

أما عن الجهات التي ستسفيد من الشحنة الأولى، فأشارت المصادر إلى "أن حزب الله خصص الجزء الأكبر من حمولة الباخرة للمستشفيات الخاصة والمراكز الصحية التابعة له في أكثر من منطقة بالإضافة إلى عدد من الأفران وأصحاب مولّدات الكهرباء الموالين، وبعض المستشفيات الرسمية".

كما تحدّثت عن "أن الجزء المتبقّي سيوزّعه حزب الله على حلفائه السياسيين، أبرزهم التيار الوطني الحرّ الذي يرأسه صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، النائب جبران باسيل".

وحدة 400

عن الجهة التي ستتولّى توزيع الوقود الإيراني، أفادت المصادر "أن الوحدة 400 في حزب الله (وحدة الدعم والمشتريات) ستتولّى المهمة فيما سيشرف عليها هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله".

وكان حزب الله أعلن الشهر الماضي أن شحنة من النفط الإيراني في الطريق إلى لبنان، ثم أعلن في وقت لاحق عن شحنتين أخريين، وفقًا لـ "العربية.نت".

فيما أكد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، منذ أيام "أن لبنان لم يتلقَ طلبا لاستيراد وقود إيراني"، في حين قال السيناتور الأميركي، ريتشارد بلومنثال، خلال زيارته بيروت الأربعاء الماضي مع وفد من الكونغرس " لا داعي لاعتماد لبنان على شحنات الوقود الإيراني".

تأتي تلك التطورات في وقت يشهد لبنان أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، لم يشهد لها اللبنانيون مثيلا منذ عقود. ويتخوف العديد من المراقبين أن تساهم شحنات النفط الإيراني هذه في فرض عقوبات على البلاد، في وقت لا يتحملها الاقتصاد بأي شكل من الأشكال.

إلى جانب أزمته الاقتصادية، فاقمت أزمة المحروقات الحادة والتي شلّت مختلف القطاعات الحيوية والأساسية فيه الوضع المعيشي، فيما تعالى الغضب الشعبي من كافة الأحزاب والمسؤولين السياسيين في البلاد، لا سيما ضمن مناطق تعتبر موالية لحزب الله وضد وزرائه وسياسييه.