قالت حركة طالبان إنها "سيطرت بالكامل" على وادي بانشير إلى الشمال من العاصمة كابل آخر معقل للمقاومة.
وشهد وادي بانشير معارك ضارية خلال الأيام الماضية وسط مزاعم من الطرفين بتحقيق مكاسب عسكرية.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان "بهذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب".
"تسوية تفاوضية"
ولكن المتحدث باسم ما تعرف بـ"جبهة المقاومة الوطنية" نفى تلك التصريحات وقال لبي بي سي "هذا الكلام ليس حقيقيا، أرفض مزاعم طالبان بأنها سيطرت على وادي بانشير".
ويأتي إعلان الحركة سيطرتها على وادي بانشير بعد ساعات من تصريحات لزعيم المقاومة أحمد مسعود أعرب فيها عن "انفتاحه على الدخول في محادثات سلام".
وأوضح مسعود أنه يؤيد خطة طرحها رجال دين لتسوية تفاوضية، ودعا طالبان إلى إنهاء هجومها.
- تعرف على إقليم بانشير الأفغاني الذي هزم فيه السوفييت وطالبان
- أحمد مسعود يسير على خطى والده أحمد شاه مسعود في مقاومة طالبان
والإقليم الواقع شمال العاصمة كابول هو أبرز مثال على مقاومة حكم طالبان.
وسيطرت طالبان على بقية أفغانستان قبل ثلاثة أسابيع، واستولت على السلطة في كابول في 15 أغسطس/ آب بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب.
وفي منشور على فيسبوك قال مسعود إن جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، التي تضم أعضاء سابقين في قوات الأمن الأفغانية وميليشيات محلية، ستكون مستعدة لوقف القتال إذا أوقفت طالبان هجماتها.
وبانشير واد جبلي وعر، يعيش فيه ما بين 150 ألفا إلى 200 ألف شخص. كان مركزًا للمقاومة عندما كانت أفغانستان تحت الاحتلال السوفيتي في الثمانينيات من القرن الماضي، وأثناء فترة حكم طالبان السابقة بين عامي 1996 و 2001.
وقالت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية إن المتحدث باسمها، فهيم دشتي، وأحد قادتها العسكريين الجنرال عبد الودود زارا قتلا في الصراع، كما قتل جنرال بارز من طالبان و 13 من حراسه الشخصيين.
الأمم المتحدة وطالبان
وفي وقت سابق قالت طالبان إن قواتها موجودة الآن في عاصمة الإقليم، بازاراك، حيث أوقعت "العديد من الضحايا"، على الرغم من أن جبهة المقاومة الوطنية تنفي ذلك.
في غضون ذلك التقى منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في كابول بقادة طالبان وحثهم على حماية جميع المدنيين، وخاصة النساء والفتيات والأقليات. والتقطت له الصور مع الملا عبد الغني بردار، أحد مؤسسي حركة طالبان.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن قادة طالبان تعهدوا بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وضمان حرية الحركة لجميع العاملين في المجال الإنساني رجالا ونساء.
ووفقا للأمم المتحدة هناك 18 مليون أفغاني، أي ما يقرب من نصف عدد السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
في تطورات أخرى:
- اتهم عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري، مايكل ماكول، حركة طالبان بمنع الأفغان والأمريكيين من مغادرة أفغانستان عبر مطار مزار شريف. وأكدت منظمة غير حكومية أن لديها أشخاصا ينتظرون ركوب إحدى الرحلات الجوية، رغم أن طالبان نفت هذه المزاعم.
- أفاد شهود عيان أن مسلحي طالبان قتلوا بالرصاص شرطية حاملا، تدعى بانو نيغا، في إقليم غور. وقالت طالبان إنها لم تتورط في الوفاة وإنها تحقق في الحادث.
ويوم الأحد أيضا، قدمت طالبان مزيدا من التفاصيل حول كيفية تفعيل الفصل بين الجنسين في الجامعات. وفي وثيقة مفصلة، قالت السلطات الجديدة إنه يجب فصل الرجال عن النساء، إذا لزم الأمر بستارة.
وفي الوضع المثالي، سيتم تعليم النساء من قبل النساء، لكن إذا لم يكن ذلك متاحًا، يمكن لـ "كبار السن" من ذوي الخلق الجيد التدخل، حسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
ومنذ استيلائها على السلطة، سعت طالبان إلى تصوير نفسها على أنها أكثر تسامحًا، لكن لا تزال هناك تقارير عن حوادث وحشية وقمع في أجزاء من أفغانستان. وفرق مسؤولو طالبان السبت مظاهرة نظمتها عشرات النساء في كابول للمطالبة بحقوقهن.
كما وثقت جماعات حقوق الإنسان عمليات قتل انتقامية واحتجازا واضطهادا للأقليات الدينية رغم تعهدات الحركة بأنها لن تسعى إلى الانتقام.
التعليقات