إيلاف من لندن: واصلت إيران تحذيراتها لكردستان العراق، مما يشي حسب تحليلات لمراقبين، بأنها تستعد لغزو الإقليم عسكريا بحجة قواعد لمن تسميهم إرهابيين مدعومين من أميركا وإسرائيل يعملون ضدها.

وآخر التحذيرات، هو ما أطلقه وزیر الامن والاستخبارات الإيراني إسماعیل خطیب وخص بالذكر "القواعد الأميركية والإسرائيلية" في منطقة كردستان العراق باعتبارها ترعى تلك الجماعات.

وقال خطيب في تصريحات للصحفيين يوم الجمعة: "أحذر العناصر الإرهابية ورعاة هذه الجماعات في المنطقة من أن أي إخلال بأمن إيران سيقابل برد حازم من قبل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الإيرانية".

كما حذر خطيب "القواعد الأميركية والإسرائيلية في منطقة كردستان" من أي تصرف يهدد الأمن في إيران متوعدا برد "هجومي" من قبل القوات الايرانية على هذه المحاولات.

وأشار الوزير إلى أن "العناصر الإرهابية المضادة للثورة في منطقة كردستان العراق ستقوم السلطات العراقية بنزع سلاحها في أقرب وقت ممكن بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها".

ضربات عسكرية

يشار إلى أن "الحرس الثوري" الإيراني شن مؤخرا سلسلة ضربات على مواقع للمسلحين المناهضين لإيران في شمال العراق، وطالبت طهران حكومة العراق باتخاذ خطوات لمنع أنشطة تلك الجماعات.

وشدد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري على أنه يتعين على الولايات المتحدة إزالة قواعدها في هذه المنطقة، محذرا من استخدامها كـ"مركز لتنظيم العناصر المعادية للثورة".

ولوحظ في الأوان الأخير إن إيران صعّدت من وتيرة هجومها العسكري ضد المناطق الحدودية في إقليم كردستان العراق، حيث تستهدف ضرب مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، وأرفقت ذلك بتهديد مبطن لتوسيع العمليات العسكرية.

وخلال الأيام الماضية، قصفت المدفعية الإيرانية قرى في إقليم كردستان العراق، متذرعة بوجود مقرات لأحزاب كردية معارضة هناك. كما دخلت مقاتلات الحرس الثوري وطائراته المسيرة على خط الهجوم، فقصفت مناطق حدودية في الإقليم.

الحرس الثوري

وجاء القصف الإيراني بعد أيام من تهديدات أطلقها الحرس الثوري باستهداف المعارضة الإيرانية، بسبب نشاطات منسوبة لهذه الأحزاب.

وحول تهديدات النظام الإيراني المتصاعدة، قال عمر الخاني زاده السكرتير العام لحزب "كومله" الكردي الإيراني لموقع (سكاي نيوز عربية): "ليست الأمور بهذه البساطة أن يتم كل شيء وفق ما يشتهي نظام الملالي، والمطالبات والاملاءات الإيرانية الاستفزازية هذه لا يمكن تحقيقها".

ويضيف الخاني زاده، الذي ينتمي إلى أكبر الأحزاب الكردية الإيرانية :"الأمر لا يتعلق فقط بحكومة الكاظمي بل وبالدرجة الأولى هو يتعلق بإقليم كردستان العراق، حيث توجد مقراتنا وقواعدنا، وثمة قوى وتوازنات دولية لن تسمح لطهران بتنفيذ مخططاتها الإرهابية بحقنا".

تقليد تركيا

من جانبه، قال مصدر سياسي كردي عراقي طلب عدم كشف هويته، في حوار مع موقع (سكاي نيوز عربية) :"الواضح تماما أن طهران تخطط لتقليد تركيا في هذا المنحى، عبر رفع وتيرة تصعيدها في كردستان العراق، تحت حجة محاربة الإرهاب، ووجود قواعد للثوار الأكراد من تركيا ومن إيران، في مناطق جبلية وعرة من كردستان العراق، لكن الغاية الحقيقية لتحركات كل من أنقرة وطهران هي في الواقع فرض أجنداتهما على المنطقة، وترجمة نزعاتهما التوسعية في العراق وعموم المنطقة العربية".

ويضيف "مؤخرا ثمة تصعيد إيراني كلامي وعملياتي، ضد الأحزاب والقوى الكردية الإيرانية المقيمة في كردستان العراق، ولا ننسى تصاعد عمليات الاغتيال لرموز من المعارضة الكردية الإيرانية في كبريات مدن الإقليم، من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وذلك في مسعى لخلق مناخ توتيري يضرب عصفورين بحجر، فمن جهة يتم استهداف الحركة الكردية الإيرانية، ومن جهة أخرى يتم ضرب الاستقرار في إقليم كردستان العراق".