إيلاف من لندن: عبرت تركيا عن غضبها من بـ "الشراكة الاستراتيجية" الدفاعية الموقعة يوم الثلاثاء بين باريس وأثينا، معتبرة أنها تهدد "السلام والاستقرار الإقليمي".

واتهمت أنقرة أثينا بالسعي وراء "أضغاث أحلام" بمحاولتها "جعل تركيا توافق على مطالبها" من خلال "تحالفات عسكرية ثنائية".

ووقعت فرنسا الثلاثاء هذه الاتفاقية في إطار "شراكة استراتيجية" بين باريس وأثينا في المتوسط تعطي دفعاً للرئيس إيمانويل ماكرون في معركته للترويج للدفاع الأوروبي.

وفي أول رد فعل رسمي لتركيا على اتفاقية بيع ثلاث فرقاطات فرنسية إلى أثينا، أكدت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، أن "مزاعم اليونان المتشددة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية والمجال الجوي منافية للقانون الدولي" حسب ما ذكرت وكالة الأناضول.

ونقلت الوكالة ما أورده المتحدث باسم الوزارة تانغو بيلغيتش، في رد مكتوب على سؤال حول تصريح وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس أن الاتفاقية الدفاعية الموقعة بين بلاده وفرنسا تشمل مناطق الصلاحية البحرية.

فرقاطات

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن يوم الثلاثاء أن اليونان ستشتري ثلاث فرقاطات من فرنسا، في إطار "شراكة استراتيجية" أكثر عمقا بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط.

ويمثّل هذا الاتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبية" حسبما أكد ماكرون خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في قصر الاليزيه.

واعتبر قرار أثينا شراء السفن وهي من طراز بيلارا "مؤشر ثقة" في صناعة الدفاع الفرنسية في وجه منافسة وخصوصا من مجموعة لوكهيد مارتن الأميركية، وفق تقارير صحافية.

رسالة فرنسية

ويوجه الاتفاق كذلك رسالة من باريس بعد خسارتها عقدا بمليارات اليورو مع استراليا لتزويدها بغواصات، بعد أن اعلنت كانبيرا أنها ستوقع عقدا مع الولايات المتحدة لشراء غواصات تعمل بالدفع النووي.

ويؤكد ماكرون باستمرار أن أوروبا تحتاج إلى تطوير قدراتها الدفاعية الخاصة بها، والتقليل من الاعتماد على الولايات المتحدة.

من جهته، قال ميتسوتاكيس "إنه يوم تاريخي لليونان وفرنسا. قررنا تحديث تعاوننا الدفاعي الثنائي". وأضاف أن الاتفاق يتضمن "دعما مشتركا" و"تحركا مشتركا على كل المستويات"، دون الكشف عن أي تفاصيل مالية متعلقة بالعقد.

وأكد ميتسوتاكيس أن الاتفاق الفرنسي لن يؤثر على اتفاقية للتعاون الدفاعي تُناقش بين اليونان والولايات المتحدة، رغم التوترات بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن والناجمة عن أزمة الغواصات الاسترالية.

غير عدائية

وقال إن الاتفاقية "غير عدائية" للعلاقات اليونانية الأمريكية، لافتا إلى "وقوف فرنسا إلى جانبنا خلال فترات صعبة في صيف 2020"، في إشارة إلى تحدي تركيا للحقوق اليونانية السيادية في بحر إيجه.

وتعهد ماكرون ايضا ألا يؤثر الاتفاق الأمريكي الأسترالي على استراتيجية فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وحيث لا تخفي الصين رغبتها في ممارسة نفوذ عسكري كبير.

وقال ماكرون "لدينا مليون مواطن يعيشون في هذه المنطقة، وأكثر من ثمانية آلاف جندي ينتشرون هناك" في إشارة إلى التواجد الفرنسي في العديد من مناطق ما وراء البحار.

غير أنه أضاف بأن "على الأوروبيين التوقف عن السذاجة" فيما يتعلق بالتنافسات الجيوسياسية، مؤكدا في نفس الوقت أن السفير الفرنسي لدى واشنطن، والذي استدعي في أعقاب أزمة الغواصات، سيعود إلى مقره، وفعلا عاد يوم الأربعاء.