إيلاف من بيروت: دعا ناشطون بريطانيون حكومتهم لتبرير الأخبار التي تؤكد تورط قاعدة مينويث هيل الاستخباراتية السرية في يوركشاير في الاغتيالات الأخيرة بطائرات من دون طيار، بعد نشر تقرير يثير تساؤلات حول تورط المملكة المتحدة في هجمات أميركية.

وبحسب "غارديان" البريطانية، خلص التقرير إلى أن "من المحتمل" أن يشمل هذا تورطًا في مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020 باستخدام معلومات تم الحصول عليها من القاعدة البريطانية، وهو في الأساس موقع تابع لوكالة الأمن القومي الأميركية (NSA). كما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الموظفون البريطانيون الموجودون في القاعدة متورطين في المساعدة في الضربات القاتلة التي توجهها الطائرات الأميركية من دون طيار، لا سيما في اليمن وباكستان والصومال، وجميع مناطق النزاع حيث لا تكون المملكة المتحدة في حالة حرب رسميًا.

اشتكى بارنابي بيس، الصحفي الاستقصائي، في التقرير من أن القوات الأميركية والبريطانية في مينويث هيل "تعمل خارج نطاق التدقيق والمساءلة العامة".

إن التقرير الذي تم تقديمه في اجتماع خاص لحملة "مساءلة مينويث هيل" يطالب بالتاحقيق في "أي نشاط عسكري أميركي ينطلق من هذه القاعدة بطريقة تجعل المسؤولين مسؤولين بالكامل أمام المملكة المتحدة".

تقع هذه القاعدة على بعد ثمانية أميال إلى الغرب من هاروغايت على أطراف يركشاير دايلز، المعروفة بقباب كرة الجولف البيضاء الكبيرة المميزة، وتحتوي على رادار. على الرغم من أنها قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي، فإنها في الواقع أكبر موقع خارجي معروف لوكالة الأمن القومي الأميركية، ويعمل فيها 600 أميركي و 500 مدني بريطاني.

وقد أظهرت الوثائق المسربة من ملفات سنودن أن مينويث هيل جزء من شبكة تنصت قادرة على جمع البيانات من مئات الملايين من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية يوميًا وتحديد الهواتف على الأرض. ويمكن استخدام المعلومات التي تم الحصول عليها في عمليات "القبض والقتل"، بما في ذلك تتبع أهداف طالبان في أفغانستان في عام 2011 - ما أدى إلى "مقتل ما يقرب من 30 عدوًا" - ومرة أخرى في عام 2012، وفقًا لتحليل نُشر سابقًا من ملفات سنودن.

وسعى برنامج آخر إلى التعرف على الإرهابيين في اليمن، وتم استخدام الأدلة التي تم الحصول عليها لـ "الاستيلاء على الأهداف أو القضاء عليها" في أثناء ضربات الطائرات الأميركية من دون طيار التي شنتها إدارة دونالد ترمب في البلاد وقتلت 86 مدنيًا على الأقل، بينهم 28 طفلًا.

وخلص بيس إلى أن من المحتمل أن يكون لمينويث هيل دور في مقتل سليماني في يناير 2020، وهو إجراء هدد لفترة وجيزة بإغراق الولايات المتحدة في صراع أوسع مع إيران. ورفض وزراء بريطانيون التعليق على ما إذا كان لقاعدة يوركشاير دور في غارة الطائرات من دون طيار ، في ضوء سياسة طويلة الأمد مفادها "أننا لا نعلق على تفاصيل العمليات التي نفذت في سلاح الجو الملكي البريطاني".

لكن بيس قال إن مثل هذه السرية تثير أسئلة جدية، "فتورط المملكة المتحدة ومينويث هيل في عملية اغتيال هددت بإشعال حرب ينبغي أن يكون مصدر قلق كبير. وفشل حكومة المملكة المتحدة في طمأنة الجمهور بأن القاعدة لم تكن متورطة يثير أسئلة عميقة حول المساءلة عن الأفعال المرتكبة فيها".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "إن قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في مينويث هيل جزء من شبكة اتصالات دفاعية أميركية عالمية، تدعم مجموعة متنوعة من أنشطة الاتصالات. ولأسباب أمنية تشغيلية وتتعلق بالسياسة، لا تناقش وزارة الدفاع علنًا التفاصيل المتعلقة بالعمليات العسكرية أو الاتصالات السرية بغض النظر عن الوحدة أو المنصة أو الأصول".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان".