إيلاف من دبي: تعيش شركة فيسبوك واحدة من أسوأ أزماتها عقب الانقطاع الطويل عن الخدمة لكافة منصاتها عبر الإنترنت الأمر الذي أدى إلى شلل بحياة ملايين الناس في مشكلة تضاف إلى قضية تسريب وثائقها الداخلية للصحافة.

يأتي ذلك، قبل ساعات من مثول موظفة سابقة في شركة فيسبوك أمام لجنة برلمانية اليوم الثلاثاء لمناقشة التأثير المضر لمنصات فيسبوك على المجتمع.

وتعود هذه الأزمة إلى المهندسة فرانسيس هوغن الموظفة السابقة في الشركة التي اتهمت عملاق التواصل الاجتماعي باختيار "الربح المادي على سلامة" مستخدميها في مقابلة بثتها محطة "سي بي إس" الأميركية الأحد.

وتملك السلطات الأميركية حججا كثيرة لشن حملة على فيسبوك خصوصا بعد تسريب تلك الوثائق الداخلية لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي نشرت على ضوئها سلسلة من التحقيقات حول الآثار المضرة على المجتمع، بما في ذلك المشاكل النفسية للمراهقات، وفقًا لتقرير نشره موقع "الحرة".

وأظهرت التحقيق أن 32 في المئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم يكنّ راضيات أصلا عنه.

وأكدت المهندسة العاملة سابقا في فيسبوك أن شبكة التواصل الاجتماعي هذه مدركة جيدا لهذا الانحراف.

وفي مقتطفات حول ملاحظاتها التمهيدية التي بثتها وسائل إعلام أميركية عبر تويتر، ستحث هوغن البرلمانيين على وضع ضوابط لفيسبوك وهو أمر يعد به الكثير منهم بانتظام.

ويتوقع أن تقول "عندما أدركنا أن منتجي التبغ يتسترون على الأضرار التي يتسببون بها، تحركت الحكومة. عندما أدركنا أن السيارات أكثر أمانا مع حزام الأمان، تحركت الحكومة. أرجو منكم القيام بالشيء نفسه" حيال فيسبوك، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن هوغن استقالت في أبريل الماضي بعد أن تم تعيينها كمديرة للمساعدة في الحماية من التدخل بالانتخابات على فيسبوك.

قالت هوغن إنها تصرفت لأنها شعرت بالإحباط بسبب ما اعتبرته افتقار فيسبوك إلى الانفتاح حول إمكانية تعرض المنصات للضرر وعدم رغبتها في معالجة عيوبها.

وسعت الموظفة السابقة للحصول على الحماية الفدرالية للمبلغين عن المخالفات في لجنة الأوراق المالية والبورصات. وهي مهتمة أيضا بالتعاون مع المدعين العامين للدولة والمنظمين الأوروبيين، بحسب "الحرة".

كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت الاثنين، تعليقا على التسريبات إن الإدارة تنظر إلى التسريبات باعتبارها أحدث حلقة توضح أن "التنظيم الذاتي" داخل شركات التواصل الاجتماعي الضخمة "لا يعمل".

وبعد خروج منصاتها عن الخدمة لسبع ساعات، غردت فيسبوك، ليل الاثنين، "الأشخاص والشركات في جميع أنحاء العالم يعتمدون علينا للبقاء على اتّصال ببعضهم البعض"، مضيفة "نتقدّم بالاعتذار لأولئك الذين تأثروا" بانقطاع خدمات فيسبوك والمنصّات التابعة لها والذين يحتمل أن يكون عددهم بلغ، وفقا لخبراء في مجال الأمن الإلكتروني، مليارات الأشخاص.

وذكر موقع "داون ديتيكتور" المتخصّص برصد أعطال الخدمات الرقمية أنّ العطل الذي أصاب فيسبوك وتطبيقاته هو "أكبر انقطاع شهدناه حتى الآن. فقد طال مليارات المستخدمين".

وأوضحت فيسبوك في بيان أن العطل الواسع سببه "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم" التي تربط من خلال الإنترنت هذه المنصّات بمستخدميها.

وأضافت أن العطل الفني تسبب "بسلسلة من المشاكل أثرت على أدوات وأنظمة كثيرة نستخدمها داخليا بشكل يومي ما عرقل جهودنا لتشخيص المشكلة وحلها".

إلى ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن عدم الارتياح حول شركة واحدة تستحوذ على أغلب النشاط البشري الإلكتروني، يحفز الكثير من التدقيق المحيط بفيسبوك.

في الولايات المتحدة، رفعت لجنة التجارة الفدرالية دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بأنها بالاحتكار بعد الاستحواذ على إنستغرام وواتساب لتأمين هيمنتها.

وفي بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي حيث يستخدم العديد من الموظفين الحكوميين تطبيق واتساب للتواصل وتبادل المعلومات. وأدى الانقطاع إلى جولة جديدة من الدعوات لمزيد من الرقابة على أكبر منصات التكنولوجيا.

قال تييري بريتون، المفوض الأوروبي الذي يقوم بصياغة لوائح تقنية جديدة، على تويتر، "في الفضاء الرقمي العالمي، يمكن للجميع تجربة الإغلاق".

وأضاف: "يستحق الأوروبيون مرونة رقمية أفضل من خلال التنظيم، والمنافسة العادلة، والاتصال الأقوى والأمن السيبراني".

في جميع أنحاء العالم، استخدم 2.76 مليار شخص في المتوسط منتجا واحدا على الأقل من فيسبوك يوميا خلال شهر يونيو، وفقا لإحصاءات الشركة، فيما حظي واتساب الذي اشتراه فيسبوك في 2014، بما يقرب من 6 مليارات عملية تحميل منذ بداية هذا العام، بحسب تقديرات شركة البيانات "سيسور تاور".

تشير الصحيفة الأميركية إلى أن العديد من الناس حول العالم اكتشفوا أن فيسبوك وتطبيقاته بات في كل جوانب حياتهم تقريبا.

وأوضحت الصحيفة أن تلك التطبيقات تعد أكثر من مجرد أدوات يدوية للدردشة ومشاركة الصور، بل إنها منصات مهمة لممارسة الأعمال التجارية وترتيب الرعاية الطبية وإجراء دروس افتراضية وتنفيذ الحملات السياسية والاستجابة لحالات الطوارئ وغير ذلك الكثير.

في المكسيك، تم عزل السياسيين عن ناخبيهم. وفي البرازيل، توقفت الصيدليات عن تلقي أوامر الوصفات الطبية. وفي كولومبيا، وجدت منظمة غير ربحية تستخدم واتساب لربط ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي بخدمات إنقاذ الحياة، أن عملها ضعيف.

ماريا إيلينا ديفاس، مهاجرة فنزويلية تبلغ من العمر 51 عاما في بوغوتا، كولومبيا، تستخدم واتساب لتلقي طلبات الوجبات الخفيفة.

قالت ديفاس: "لم أقم ببيع أي شيء اليوم. لقد كان يوما صعبا على كل شخص مثلي".

قال رافائيل سيلفا، وهو صيدلاني في ريو دي جانيرو، إن الصيدليات في البرازيل، تتلقى الآن العديد من طلبات الوصفات الطبية عبر واتساب، مشيرا إلى أن تلك الليلة لم يكن هناك شيء على حد قوله.