إيلاف من واشنطن: ربما ينفد الوقت بالنسبة للولايات المتحدة وإيران لاستئناف المحادثات النووية مع استمرار طهران في تطوير برنامجها النووي بشكل مطرد، وفقًا لمجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية.

وبحسب "العربية.نت"، قال المحللون: "بالنظر إلى وتيرة تقدمها النووي، تقترب إيران من النقطة التي لا يمكن عندها استرداد فوائد الاتفاق النووي دون إجراء تغييرات كبيرة على الاتفاقية التي قد ترفضها طهران".

وقالوا إن الصفقة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى بسبب التقدم الكبير الذي حققه النظام، مثل اكتساب إيران المعرفة حول كيفية تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب اليورانيوم، وهو أمر في الوقت نفسه قلل من احتمالية التوصل إلى صفقة.

وقال المحللان في أوراسيا هنري روما وجيفري رايت في مذكرة، إنه حتى إذا استؤنفت المفاوضات فإن الاحتمالات قاتمة حول التوصل إلى اتفاق نووي إيراني هذا العام.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى قرار إيران الأخير بتعيين باقري كاني نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية و"المعارض المتشدد" لاتفاقية 2015 - كبير المفاوضين في تلك المحادثات، حسب ما قال محللا أوراسيا هنري روما وجيفري رايت.

وكتبوا "تشير مشاركة باقري كاني إلى أنه بينما من المرجح أن تعود طهران إلى المفاوضات في الأشهر المقبلة، فإن احتمالات إجراء المحادثات بسلاسة تبدو قاتمة على المدى القريب"، كما جاء في "العربية.نت".

مضاعفات أوكوس

وقال بعض الخبراء لشبكة CNBC إنهم قلقون بشأن كيفية تأثير صفقة الغواصات النووية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (Aukus) على طموحات إيران النووية. وأعلنت الدول الثلاث عن شراكة أمنية جديدة الشهر الماضي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع توسع الصين في نفوذها، حيث تعتبر صفقة الغواصة النووية جزءا من تلك الشراكة.

ووفقًا لموقع "العربية.نت"، قال آصف شجاع، الزميل الأول في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، إن أوكوس توفر "نفوذًا أخلاقيًا" لإيران في مواجهتها مع الولايات المتحدة. هذا لأن الولايات المتحدة تدعي أنها تريد الحد من الانتشار النووي ومع ذلك تساعد واشنطن أستراليا في الحصول على غواصات من المرجح أن تعمل باليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

وقال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في تعليق له في سبتمبر/أيلول، إن صفقة الغواصة تشكل أيضًا "سابقة مدمرة".

ومع ذلك لا يتفق الجميع وقال بهنام بن طالبلو وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن أستراليا وإيران لا يمكن مقارنتهما عندما يتعلق الأمر بالتزامات عدم الانتشار. ووصف الأخيرة بأنها "تعرقل بشكل نشط وتضايق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف: "إن القلق الشديد بشأن قدرة الأنظمة المارقة مثل إيران على استغلال صفقة Aukus خاطئ على الخلفية الاستراتيجية للصفقة وطبيعة الفاعلين المعنيين".

ماذا بعد؟

وصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستويات تخصيب اليورانيوم المرتفعة في إيران بأنها "مقلقة للغاية".

وقال مسؤول أميركي هذا الأسبوع، إن الكرة في ملعب إيران عندما يتعلق الأمر باستئناف المفاوضات لكن طالبلو قال إن بإمكان واشنطن فعل المزيد. وأضاف أن هناك عدة جبهات حيث يمكن للولايات المتحدة أن تكون أكثر عدوانية في سيناريو "الخطة ب". يمكن أن تفرض العقوبات بصرامة، وتستخدم الدبلوماسية القاسية وتتعاون مع الحلفاء لتشكيل جبهة موحدة.

وقال إن الصين "حاسمة حقا" إذا كانت طهران ستعود إلى المفاوضات بحسن نية، مشيرا إلى أن الصين كانت أكبر مشترٍ للنفط الإيراني قبل وبعد فرض العقوبات. مضيفا "هذا شيء لا يمكنك نسيانه عندما نتحدث عن الاقتصاد الإيراني"، وفقًا لموقع "العربية.نت".

وكانت العلاقات بين واشنطن وبكين متوترة، لكن رويترز ذكرت أن الولايات المتحدة طلبت من الصين خفض مشترياتها من الخام الإيراني.