إيلاف من لندن: تحشد القوى العراقية المرتبطة بمليشات الحشد الشعبي الموالية لإيران إلى تفجير الأوضاع في البلاد من أجل احتواء هزيمتها الانتخابية. حيث باشرت اجتماعات واطلاق تهديدات وادعاءات بتزوير نتائج الاقتراع.
فقد شكلت نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق الاحد الماضي صفعة قوية وجهها العراقيون للقوى السياسية المرتبطة بمليشيات الحشد الشعبي الموالية لايران حيث لم يحصل تحالف الفتح المرتبط بهذه المليشيات بقيادة زعيم منظمة بدر رجل ايران هادي العامري سوى على 14 مقعداً في البرلمان الجديد بعد أن كان يملك 48 مقعدا في البرلمان الذي تم حله في السابع من الشهر الحالي، ماشكل انتكاسةً كبيرة لمكانته السياسية على الساحة العراقية.

أما ائتلاف حقوق الممثل لمليشيا كتائب حزب الله بقياد حسين مؤنس فلم يستطع الحصول الا على مقعدٍ واحد. فيما تراجعت مكاسب القوى الشيعية الاخرى الموالية لايران.
وشدد العامري اليوم الثلاثاء في بيانٍ مقتضب قائلاً: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن، وسندافع عن اصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة" في تهديدٍ واضح بالسعي للحصول بالقوة على مقاعد لم يتمكن مرشحوه من الحصول عليها من خلال عملية الاقتراع في الانتخابات.


مؤيدو الصدر يجوبون الشوارع بصوره احتفاءً بنتائج الانتخابات

هجمة مرتدة

واثر ذلك تنادت القوى العراقية الموالية لايران الى عقد اجتماعات واطلاق تهديدت منذ الساعات الاخيرة لارباك الاوضاع في البلاد في محاولة لتجميع قواها للرد على هزيمتها والتصدي لفوز غريمها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الانتخابات وتشكيل كتلة شيعية اكبر تسحب البساط من تحدت اقدامه وتمنعه من تشكيل الحكومة الجديدة لتقوم هي بنفسها بهذه المهمة.

وعقد تحالف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري وتحالفي حقوق والنهج والفائزون من مواليهم اجتماعا في منزل المالكي الليلة الماضية سربوا بعده معلومات تشير إلى انهم قد تمكنوا من جمع 76 مقعداً لمواجهة مقاعد الصدر الـ73 مشكلين بذلك الكتلة الأكبر .

طعن بالنتائج

وإثر هذا الاجتماع الذي عقدته مجموعة مايطلق عليها " الاطار التنسيقي" لبعض القوى الشيعية الفائزة فقد تم تقديم طعن بنتائج الانتخابات
محذّرة من انها سنتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع ما قالت انه التلاعب بأصوات الناخبين .
وأشارت فصائل هذا الاطار في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه الى أنه "حرصا من الإطار التنسيقي على المسار الديمقراطي وصدقيته ولتحقيق موجبات الانتخابات المبكرة التي دعت إليها المرجعية الدينية، والتي أكدت على أن تكون حرة آمنة ونزيهة ومن أجل تجاوز الشكوك والإشكالات الكبيرة التي رافقت انتخابات 2018 وأدت إلى انسداد سياسي تطور إلى أحداث مؤسفة عام 2019" فقد تم عقد هذا الاجتماع.
وأضافت انه "من أجل دعم العملية الديمقراطية ونزاهة الانتخابات قدمنا جميع الملاحظات الفنية الى مفوضية الانتخابات وقد تعهدت بدورها بمعالجة جميع تلك الإشكالات بخطوات عملية ولكنها لم تلتزم بجميع ما تم الإعلان عنه من قبلها من إجراءات قانونية فانه بناء على ذلك نعلن طعننا بما أعلن من نتائج وعدم قبولنا بها وسنتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين" على حد قولها.


تغريدة القيادي في مليشيا حزب الله برفض نتائج الانتخابات (تويتر)

تهديدات ودعوة للاستعداد

ومن جهته اطلق الناطق العسكري باسم كتائب مليشيا حزب الله تهديدات بالمواجهة داعياً الى "الاستعداد" لمواجهة ما قال انه الدفاع عن كيان الحشد الشعبي.
وقال "أبو علي العسكري" في تغريدةٍ على تويتر" فجر الثلاثاء تابعتها "ايلاف" ان "ما حصل في الانتخابات التشريعية يمثل أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي" .. داعيا مليشيا الحشد الشعبي الى ان "تحزم امرها وتستعد للدفاع عن كيان الحشد المقدس بحسب وصفه.


وطالب العسكري القوى الشيعية التي ادعى ان"جهودها قد سرقت بـ"عدم المهادنة".. مضيفا "ان ماحصل في الانتخابات التشريعية بواقع الحال يمثل اكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث. والتي لاتقل سوءا عن الاستفتاءات التي اجراها النظام المقبور". واضاف انه "من منطلق العهد الذي قطعناه لابناء شعبنا وامتنا نقول: اننا سنقف بكل حزم واصرار لاعادة الامور الى نصابها الصحيح ولن نسمح لاي كان ان يضطهد أو يحاول اذلال ابناء العراق ونوصي الاخوة في المقاومة العراقية الاستعداد لمرحلة حساسة تحتاج منا الى الحكمة والمرقبة الدقيقة".


واشار العسكري الى ان "الاخوة في الحشد الشعبي هم المستهدفون الاساسيون وقد دُفع عربون ذبحهم الى من يريد مقاعد في مجلس النواب وعليهم ان يحزموا امرهم وان يستعدوا للدفاع عن كيانهم المقدس". ودعا القوى الشيعية التي قال انها قد "سُرقت جهودهم عليهم ان يتيقنوا لن تضيع حق وراءه مطالب .فلا تكلوا ولا تملوا ولاتهادنوا وسيكون الظفر حليفكم بعونه تعالى".


تحريضٌ إعلامي لقناة العهد الناطقة بلسان عصائب اهل الحق الموالية لإيران (توتير)

مخاوف اقتتال وتطلع إلى السيستاني

ويخشى العراقيون ازاء تطور الاحداث بهذا الشكل الخطير الى تفجر اقتتال شيعي شيعي طرفاه الفائزون في الانتخابات من جهة والخاسرون فيها من جهة اخرى خاصة مع تباعد المواقف بين التيار الصدري وبقية القوى الشيعية الاخرى الموالية لايران.
ومع الاعلان اليوم عن اعادة صلاة الجمعة في كربلاء بدءا من الجمعة المقبل بامامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني فان انظار العراقيين تتطلع الى موقف من المرجع ينهي هذا التوتر بين القوى الشيعية ويبعدها عن التناحر الذي قد يتفجر اقتتالا خاصة وانه كان قد وجه رسالة الى المواطنين قبيل الانتخابات دعاهم فيها الى المشاركة في الاقتراع واختيار من يعتقدون انهم الامناء على مصالحهم.

وتشير نتائج الانتخابات الى فوز الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر بـ73 مقعداً برلمانياً وتلاها تحالف تقدم بزعامة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي بـ41 مقعداً ثم ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ37 مقعداً والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بـ32 مقعداً بينما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 17 مقعدا توحالف عزم بزعامة الأمين العام للمشروع العربي في العراق خميس الخنجر على 5 مقعداً بينما حصل المستقلون على 20 مقعدا وتحالف "امتداد" الذي يمثل متظاهري الاحتجاجات على 10 مقاعد من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعدا.