إيلاف من دبي: أعلن رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، أن بلاده قد تشتري مقاتلات روسية من طراز "سو-35" و"سو-57"، إذا امتنعت الولايات المتحدة عن بيعها مقاتلات أميركية من طراز "إف-16"، بعدما جمّدت صفقة مقاتلات "إف-35"، احتجاجاً على شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، كما أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.

ونقل موقع "الشرق" عن الوكالة قول دمير: "إذا لم تفضِ عملية شراء إف-16 إلى نتائج، فتركيا لن تقف مكتوفة الأيدي. إذا لزم الأمر، موضوع سو-35 وسو-57 يمكن فتحه في أيّ وقت، أي شيء لضمان سلامتنا، وإذا كانت هناك حاجة إلى جهد إضافي، فيمكننا دائماً إيجاد طريقة للحلّ".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية ودمير و3 آخرين من موظفيها، في ديسمبر 2020، بعد تسلّم أنقرة الدفعة الأولى من صواريخ "إس-400".

وذكّرت "سبوتنيك" بقول مدير الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني في روسيا، ديمتري شوغاييف، إن موسكو مستعدة للتفاوض مع أنقرة بشأن مقاتلات "سو-35" و"سو-57"، إذا قررت شراءها، علماً أن الثانية تُعتبر من مقاتلات الجيل الخامس .

بين واشنطن وأنقرة

تصريح دمير جاء بعد يوم على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن "موضوع شراء مقاتلات إف-16 جديدة من الولايات المتحدة مرتبط بمقاتلات إف-35".

وأضاف: "اقترحت واشنطن علينا شراء مقاتلات إف-16 في مقابل المبلغ ذاته الذي دفعناه لشراء مقاتلات إف-35"، في إشارة إلى 1.4 مليار دولار استثمرتها أنقرة في برنامج "إف-35"، قبل أن تقصيها منه واشنطن منه في عام 2019، بعد شرائها "إس-400". وأوضح أردوغان أن طلب المقاتلات الجديدة يستهدف "تلبية احتياجاتنا الدفاعية".

ووصف أردوغان علاقات بلاده مع واشنطن بأنها "غير صحية"، وقال على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الشهر الماضي: "اشترينا طائرات إف-35، ودفعنا 1.4 مليار دولار ولم نتسلّمها. على للولايات المتحدة تسوية هذا الأمر أولاً". ولوّح بأن تلبي أنقرة "احتياجاتها الدفاعية من أماكن أخرى".

وخلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي أواخر الشهر الماضي، استبعد أردوغان التراجع عن التعاون العسكري بين بلاده وروسيا، كما أفادت وكالة "بلومبرغ". وقال: "هناك خطوات نتخذها بشكل مشترك في صناعة الدفاع".

بصرف النظر عن الاعتراضات

أوضح أردوغان لبوتين أنه يريد مناقشة تعزيز التعاون الدفاعي "بصرف النظر عن الاعتراضات"، في إشارة كما يبدو إلى الأميركيين.

وأضاف: "في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه لنا الأشخاص المعتادون أسئلة عن قضايا معيّنة بالتحديد. قدّمنا لهم الردّ اللازم على أيّ حال. وليس ممكناً بالنسبة إلينا أن نتراجع عن الخطوات التي اتخذناها. وأؤمن بشكل خاص بأن من الأهمية الكبرى بالنسبة إلينا أن نستمرّ بتعزيز العلاقات التركية الروسية يومياً"، بحسب "الشرق".

وتعتبر واشنطن أن صواريخ "إس-400" تشكّل تهديداً لمقاتلات "إف-35" ونظم الدفاع لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأنقرة عضو فيه. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نحضّ تركيا على كل مستوى وفي كل مناسبة على عدم الاحتفاظ بمنظومة إس-400، والامتناع عن شراء أي معدات عسكرية روسية أخرى. نقول لتركيا بكل وضوح إن أي مشتريات أسلحة روسية كبيرة تهدد بفرض عقوبات".

لكن أردوغان قال لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية: "في المستقبل لن يكون في إمكان أحد التدخل في ما يتعلّق بنوع الأنظمة الدفاعية التي نحصل عليها، ومن أيّ دولة نحصل عليها وعلى أيّ مستوى. لا أحد يمكنه التدخل في ذلك. نحن وحدنا الذين نتخذ مثل هذه القرارات".