أعلنت روسيا يوم الإثنين تعليق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو" وإغلاق مكاتب الحلف في موسكو، في وقت تدهورت فيه العلاقات مع الكتلة العسكرية الغربية إلى مستويات جديدة.

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الخطوات ردا على طرد حلف شمال الأطلسي ثمانية من أعضاء بعثة موسكو لدى الحلف بتهمة التجسس.

وقال لافروف للصحفيين في موسكو: "بعد أن اتخذ الناتو إجراءات معينة، لم تعد الشروط الأساسية للعمل المشترك قائمة".

وأضاف أن موسكو ستعلّق عمل بعثتها الرسمية لدى الناتو في بروكسل، بما في ذلك ممثلها العسكري، اعتبارا من أول نوفمبر/تشرين الثاني تقريبا.

وكانت روسيا قد أغلقت أيضا مهمة الاتصال الخاصة بالحلف في السفارة البلجيكية في موسكو، والتي تم إنشاؤها في عام 2002، ومكتب معلومات الناتو الذي تم إنشاؤه في عام 2001 لتحسين التفاهم بين الناتو وروسيا.

وقال لافروف: "قلّص الناتو بالفعل اتصالاته ببعثتنا بشكل كبير"، مشيرا إلى أن الحلف "غير مهتم بالحوار والعمل المشترك".

سيرغي لافروف
Getty Images
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الخطوات ردا على طرد الناتو ثمانية من أعضاء بعثة موسكو لدى الحلف بتهمة التجسس

وأضاف: "لا نرى سببا للتظاهر بأي تغيير ممكن أن يطرأ في المستقبل المنظور".

وقال لافروف إن حلف الناتو يستطيع، في حالة الأمور الطارئة، الاتصال عبر السفير الروسي في بلجيكا.

جاءت تصريحات لافروف بعد أن وصل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى العاصمة الجورجية تبليسي، المحطة الأولى في إطار جولة تضم ثلاث دول حليفة على البحر الأسود، جورجيا وأوكرانيا ورومانيا، بهدف إيصال رسالة دعم ضد تهديدات روسيا.

وسوف يعقد وزراء دفاع الناتو، بمن فيهم أوستن، في بروكسل يومي الخميس والجمعة سلسلة من الاجتماعات.

وقطعت هذه الخطوات سنوات من الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وتتهم روسيا الناتو بنشاط استفزازي بالقرب من حدودها، وأجرت مؤخرا مناورات كبيرة.

ويقول الحلف إنه مصمم على تعزيز أمن الدول الأعضاء القريبة من روسيا بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014 ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

روسيا مستعدة لقطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي إذا فرض عليها عقوبات جديدة بسبب أليكسي نافالني

اعتقال موظف بالسفارة البريطانية في ألمانيا "تجسس لصالح روسيا"

"أنشطة خبيثة"

جاءت خطوة تجريد الناتو في وقت سابق من الشهر الجاري ثمانية من أعضاء بعثة موسكو لدى الحلف من اعتمادهم، بعد أن وصفهم ينس ستولتنبرغ، أمين عام الحلف، بأنهم "ضباط استخبارات روس غير معلنين".

وقال ستولتنبرغ: "شهدنا زيادة في الأنشطة الخبيثة الروسية، على الأقل في أوروبا، وبالتالي نحن بحاجة إلى التحرك"، واصفا العلاقة بين الناتو وروسيا بأنها "في أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة".

وكان لروسيا مهمة مراقبة في حلف الناتو، كجزء من مجلس الناتو-روسيا الذي مضى عليه عقدين، ويهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات الأمنية المشتركة.

وقُلّص حجم البعثة الروسية من قبل، عندما طُرد سبعة من أعضاء البعثة بعد حادثة تسميم "نوفيتشوك" عام 2018 للعميل المزدوج الروسي السابق، سيرغي سكريبال، وابنته في بريطانيا.

ولم تُعقد اجتماعات مجلس الناتو-روسيا منذ عام 2019 بسبب التوترات المتصاعدة.

وتدهورت علاقة روسيا بالغرب منذ ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا ودعمها للانفصاليين الموالين لروسيا في شرقي البلاد.

كما فرضت الدول الغربية سلسلة من العقوبات في السنوات الأخيرة على أوكرانيا، وبسبب التدخل المزعوم في الانتخابات، والهجمات الإلكترونية، وتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

واتهمت موسكو من جانبها الغرب بالتدخل في انتخاباتها ودعم القوى المناهضة للكرملين في دول مثل أوكرانيا وجورجيا، التي تعتبرها روسيا جزءا من مجال نفوذها التقليدي.