إيلاف من لندن: أعلنت موسكو أن الشرط الأساسي لتطبيع العلاقات مع الناتو يتمثل في تخلي حلف شمال الأطلسي عن النهج الهادف إلى "ردع روسيا".
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الاثنين، عن قرار موسكو تعليق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي اعتبارا من 1 نوفمبر المقبل.
وخلال مؤتمر صحفي في موسكو أشار لافروف إلى أن قرار تعليق عمل البعثة الدائمة الروسية لدى الحلف تم اتخاذه ردا على طرد عدد من الدبلوماسيين الروس المعتمدين لدى الناتو، موضحا أن الإجراء يشمل عمل كبير المسؤولين العسكريين الروس لديه.

سحب اعتماد

وكان الناتو أكد سابقا أنه سحب اعتماد 8 دبلوماسيين روس وقلص عدد الاعتمادات إلى 10. ولكن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ، قال إن الناتو يبقى منفتحا على "حوار جوهري" مع روسيا، وسيواصل دعوتها إلى لقاء ضمن إطار مجلس روسيا - الناتو.
وإلى ذلك، تابع لافروف قائلا إن روسيا تنهي عمل بعثة الاتصال التابعة للناتو في موسكو، شأنها شأن عمل المكتب الإعلامي للحلف الذي تم تأسيسه سابقا لدى سفارة مملكة بلجيكا في موسكو.
وأكد لافروف أن الجانب الروسي أبلغ الحلف بالخطوات الجوابية التي اتخذتها روسيا ردا على إجراء الحلف بحق أعضاء بعثتها.
وأشار إلى أنه "إذا كانت لدى الناتو أمور طارئة ما، فيمكنهم أن يتوجهوا بخصوص هذه المسائل إلى سفيرنا في بلجيكا، وهو السفير الذي يضمن العلاقات الثنائية".
وذكر أن بلاده لم تحصل من الناتو حتى الآن على أي توضيح بشأن قراره سحب اعتماد 8 دبلوماسيين روس كانوا يعملون في البعثة الروسية لدى الناتو.

تعزيز القدرات

وعلى صلة، قال نائب رئيس الوفد الروسي في اللجنة الأولى بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أندريه بيلووسوف، خلال جلسة لها يوم الاثنين: "يجري تعزيز القدرات العسكرية وتنشيط التحركات العسكرية لدول الناتو على حدود روسيا".
وتابع بيلووسوف، الذي أيضا هو نائب مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف: "من الواضح أنه طالما لم يتخل الحلف عن النهج الهادف إلى ردع روسيا، فسيبقى التعاون والحوار معهم أمرا صعبا".
وأعلن: "نقترح الاتفاق على إجراءات نزع التصعيد بما في ذلك الخفض المشترك للنشاط العسكري على طول حدود روسيا ودول الناتو وتحسين آليات منع الحوادث والتحركات العسكرية الخطيرة".

موقف ألمانيا

وإذ ذاك، اعتبر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن قرار روسيا بوقف عمل بعثتها لدى حلف الناتو سيضر كثيرا العلاقات بين الطرفين.
وقال ماس، في تصريح صحفي أدلى به يوم الاثنين عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: "هذا يجعل الأمور أكثر صعوبة، وهي كانت قد أصبحت صعبة للتو. وكانت ألمانيا تسعى، في إطار الناتو، إلى وجود حوار مع روسيا".
وأشار ماس إلى أن روسيا أبدت سابقا رغبة في التحدث، وقال: "علينا الاعتراف أكثر فأكثر بأن روسيا يبدو أنها لم تعد ترغب في ذلك". وتابع وزير الخارجية الألماني: "هذا القرار الذي تم اتخاذه في موسكو يثير أكثر من أسف... إنه سيضر بالعلاقات بشكل ملموس".