إيلاف من لندن : اعلن في بغداد عن توجيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أوامر باعادة اعمار منازل سكان قرية بمحافظة ديالى الشرقية اتُهمت المليشيات بحرقها وقتل عدد من سكانها فيما تم تمديد حظر التجوال هناك واجراء تغييرات أمنية واسعة للحد من سطوة انصار ايران الذين يسيطرون عليها.

فقد اعلن ديوان الوقف السني في بيان تابعته "ايلاف" عن تشكيل لجنة عليا لإعادة إعمار وتأهيل دور المواطنين بقرية نهر الإمام في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى المحاذية حدودها لايران شمال شرق بغداد تنفيذاً لتوجيهات الكاظمي وبإشراف رئيس الديوان سعد كمبش ورئاسة مدير عام دائرة الأضرحة والمقامات والمراقد السنية العامة فارس العبيدي تتولى مهام إعادة بناء وترميم دور المواطنين النازحين في القرية.

وقد اجتمعت اللجنة امس مع المواطنين النازحين حيث استمعت إلى مطالبهم واحتياجاتهم الأساسية واعدة بالأسراع في تلبيتها وبناء الدور والمساجد والمدارس التي هُدمت تمهيداً لعودتهم إليها.


مواطنو قرية نهر الامام المنكوبة خلال لقائهم مع رئيس الوقف السني امس الاثنين (الوقف)

وكان تنظيم داعش قد هاجم قرية الرشاد التي يسكنها مواطنون شيعة في 26 من الشهر الماضي ما اسفر عن مقتل واصابة حوالي 40 شخصا لتقوم مليشيات عراقية في الحشد موالية لايران بالهجوم على قرية قريبة يسكنها مواطنون سنة هي نهر الامام وتقوم بعمليات انتقامية قتلت خلالها 12 مواطنا واحرقت منازل ومزارع وسيارات اضافة الى مسجد داخل القرية.

تمديد حظر التجوال وتسليم منحة مالية للنازحين
ومن جهتها كشفت وزارة الهجرة والمهجرين عن ارتفاع عدد العائلات النازحة من قضاء المقدادية إلى 300 عائلة كان الكاظمي خصص لكل منها مليون دينار عراقي (660 دولارا) سلم منها لحد الان الى 227 عائلة وعشرة ملايين دينار (6600 دولار) لعائلة كل ضحية وتأجير منازل الى 41 عائلة نازحة الى مدينة بعقوبة عاصمة المحافظة.
كما تم تمديد حظر التجوال الليلي في قضاء المقدادية الى ليلة أخرى كإجراء أمني احترازي وجعله من السادسة مساء الى السادسة صباحا في عموم مناطق القضاء في اجراء احتياطي لمنع أي أعمال عنف أو تداعيات أمنية أخرى.

تغييرات أمنية واسعة للحد من نفوذ انصار ايران
وفي اطار الجهود لمتابعة آخر الاوضاع الأمنية فقد حل بقاطع عمليات ديالى وفد أمني كبير ضم رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري يرافقهم معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد القوات البرية ومدير الاستخبارات العسكرية وأمين سر العمليات في رئاسة أركان الجيش ومدير هيئة عمليات قيادة القوات البرية ومدير قسم الاستخبارات والأمن في القيادة، ومدير العمليات في وزارة الداخلية، وعدد من مدراء الأجهزة الأمنية في المحافظة بالإضافة الى قيادات هيئة الحشد الشعبي هناك.
وعقد رئيس اركان الجيش اجتماعا امنيا قدم خلاله قائد العمليات إيجازاً مُفصلاً حول انتشار القطعات العسكرية ضمن قاطع المسؤولية ثم جرت مناقشة إعادة انفتاح وانتشار القطعات من أجل تأمين القاطع حيث وجه السيد رئيس الاركان جميع قادة الأجهزة الأمنية بأخذ الحيطة والحذر "من مخططات العصابات الإرهابية".. مؤكداً في الوقت نفسه على تكثيف الجهد الاستخباري وتنفيذ العمليات الاستباقية على فلول الإرهاب والقضاء عليها" كما قالت وزارة الدفاع في بيان تابعته "ايلاف".

ضوء أخضر
وعن حقيقة التطورات الامنية في المحافظة فقد اعتبرت مصادر فيها تحدثت الى "ايلاف" هاتفيا ان التقارير التي اشارت امس الى اعطاء الكاظمي الضوء الاخضر لاجراء اكبر تغييرات في منظومة امن المحافظة بعد عام 2003 تستهدف الحد من نفوذ منظمة بدر بقيادة رجل ايران في العراق هادي العامري وهو من ابناء المحافظة اذ تفرض المنظمة ومليشياتها هيمنتها الامنية عليها وتقوم بعمليات تغيير سكاني لبعض مناطق المحافظة التي تشترك حدودها مع ايران.
فقد اشارت معلومات خلال الساعات الاخيرة الى إن "التطورات الامنية في ديالى وتكرار الخروقات الدامية اثار امتعاض القيادات الامنية العليا في البلاد ودفعها لتقديم توصيات عاجلة تنص على "اجراء تغييرات جوهرية ومهمة في المناصب القيادية المسؤولة عن امن ديالى سواء الجيش او الشرطة وبقية التشكيلات الامنية".
وأضافت المعلومات وفقا لوكالة "بغداد اليوم" فأن "الكاظمي اعطى بالفعل الضوء الاخضر قبل يومين باجراء تغييرات واسعة وفق اطار ممنهج ومتعاقب لكل التشكيلات الامنية سواء الجيش او الشرطة او بقية التشكيلات الساندة على أن يكون التغيير واسناد المناصب معتمد على الخبرة والكفاءة".
‏وأشارت إلى أن "التغييرات تأتي من اجل تغيير نمط الخطط الامنية في ديالى والسعي لانهاء ملف الخروقات التي كادت تؤدي الى فتنة كبيرة بسبب الاحداث الاخيرة في المقدادية". واوضحت أن "تغيير قائد الشرطة والفرقة الاولى للجيش العراقي هي المرحلة الاولى للتغييرات التي ستشمل تغييرات اخرى للقيادات الوسطى وصولا الى امري الافواج والسرايا".


العامري وفريقه الامني في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى التي شهدت قريتان فيها تصفيات طائفية الثلاثاء الماضي (تويتر)

مسؤولية العامري
وحملت المصادر التي اتصلت بها "ايلاف" هادي العامري ومليشياته المسلحة مسؤولية التصفيات الطائفية التي تجري في محافظة ديالى مؤكدة انه دفع بالعشرات من عناصر المليشيات المسلحين للهجوم على قرية نهر الامام ما اسفر عن مقتل 12 مواطناً بينهم امرأتان واصابة أكثر من عشرين آخرين وإحراق تسعة بيوت وإشعال النار في أربعة بساتين وتهجير العشرات من العوائلالى مدينة بعقوبة حيث تم اسكتنهم في مساجدها.
وشددت المصادر على ضرورة قيام السلطات الحكومية والقوات العسكرية والأمنية بوقف تدخل المليشيات في الملف الامني بمحافظة ديالى والاسراع بالحد من النفوذ الواسع لمنظمة بدر ومليشياتها الذي كرسته هناك بعد عام 2003 لمصلحة النظام الايراني وتنفيذ عمليات تهجير طائفية.