رحب نشطاء وسياسيون بحذر بالإعلان الأمريكي- الصيني غير المتوقع الذي تعهد بتعزيز التعاون في مجال المناخ.

ووصفت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الخطوة بأنها مشجعة ومهمة، لكن منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) قالت إنه يتعين على البلدين أن يظهرا المزيد من الالتزام.

يُذكر أن الولايات المتحدة والصين هما أكبر دولتين في العالم من حيث حجم انبعاثاتهما من غاز ثاني أُكسيد الكربون.

وقالت الدولتان إنهما ستعملان معاً من أجل تحقيق الهدف المتعلق ببقاء الارتفاع في درجة الحرارة عند حدود 1.5 درجة مئوية وهو الهدف الذي حدد في اتفاقية باريس لعام 2015.

ويقول العلماء إن العمل على بقاء الارتفاع العالمي في درجات الحرارة عند حدود 1.5 درجة مئوية سيساعد البشرية على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية. وهذا يقارن بدرجات الحرارة التي كانت سائدة في فترة ما قبل الثورة الصناعية.

الصين مسؤولة عن 27 في المئة من الانبعاثات الغازية في العالم

ما الذي ينتظره العالم من قمة المناخ في غلاسكو؟

ما هو "الصفر الإجمالي"؟

جاء الإعلان من قبل الخصمين العالميين الأربعاء في قمة التغير المناخي في غلاسكو، التي تُختتم رسمياً الجمعة.

ويتوقع الآن أن يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ اجتماعاً افتراضياً في أقرب وقت الأسبوع المقبل.

وبحسب المبعوث الصيني في القمة، فإن الإعلان تم الاتفاق عليه في أعقاب عقد حوالي 30 اجتماعاً خلال الأشهر العشرة الماضية.

وكان رد الفعل على الاتفاق المفاجئ إيجابياً في معظمه، لكن الخبراء والناشطين حذروا من أن هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات ملموسة لدعم الوعود.

وقالت جنيفيف مارسيل، مديرة إجراءات سياسة المناخ الأمريكية في منظمة الصندوق العالمي للطبيعة، إن الإعلان قدم "أملاً جديداً" بأن يتم تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً عند 1.5 درجة مئوية.

لكنها أضافت قائلة : " علينا أن نكون واضحين حيال كل ماهو لا يزال مطلوباً إذا ما أرادت الدولتان الإيفاء بالالتزامات المتعلقة بالخفض الضروري للانبعاثات خلال السنوات التسع القادمة".

وحذرت جنيفر مورغان، المديرة التنفيذية لمنظمة "غرينبيس" العالمية، من أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة إظهار التزام أكبر بالوصول إلى الأهداف المناخية.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود، الذي يرأس الجمعية الأسيوية التي تعمل على الاتفاقيات العالمية حول التغير المناخي، لبي بي سي بأن الاتفاقية "ليست من الاتفاقيات التي ستغير قواعد اللعبة" لكنها خطوة كبيرة إلى الأمام.

وقال: "إن الحالة الجيوسياسية الراهنة بين الصين والولايات المتحدة تعتبر سيئة، وبالتالي فإن حقيقة أن بإمكانك انتزاع هذه الاتفاقية بين واشنطن وبكين في هذا الوقت تعتبر مهمة".

رسم يصور الدول الخمس الأكبر تسبباً بالانبعاثات الكربونية في العالم
BBC

ما هو مضمون الإعلان؟

يدعو الإعلان الأمريكي- الصيني إلى زيادة الجهود المبذولة لجسر "الهوة الكبيرة" التي لا تزال ماثلة في طريق تحقيق هدف الـ 1.5 درجة مئوية.

وقد تم الاتفاق على خطوات تتعلق بعدد من القضايا من بينها انبعاثات غاز الميثان والتحول إلى الطاقة النظيفة والتخلص من الكربون.

وقال شاي زينهوا، كبير المفاوضين الصينيين حول المناخ، للصحفيين إن "هناك اتفاقاً بين الصين والولايات المتحدة أكثر من الخلاف" حول التغير المناخي.

وكانت الصين قد رفضت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، اتفاقية للحد من انبعاثات الميثان، وهو من الغازات الدفيئة الضارة، لكنها عوضاً عن ذلك تعهدت بوضع "خطة وطنية" لمعالجة المشكلة.

شاي زينهوا
Reuters
كبير المفاوضين الصينيين حول المناخ شاي زينهوا قال إن الصين والولايات المتحدة عقدا أكثر من 30 اجتماعاً افتراضياً.

وتحدث جون كيري، مبعوث المناخ الأمريكي، بعد المبعوث الصيني قائلاً إنه وفي حين توجد الكثير من الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن التعاون حول المناخ هو أمر ضروري.

وقال كيري: "كل خطوة مهمة الآن ولا تزال أمامنا رحلة طويلة".

وتعد الصين أكبر دولة في العالم باعثة لثاني أكسيد الكربون، تليها الولايات المتحدة. وكان الرئيس الصيني قد أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي أن الصين ستسعى إلى تحقيق التوازن بين انبعاثات الكربون والقدرة الطبيعية على امتصاصه بحلول 2060، مع وجود خطة لخفض ذروة الانبعاثات قبل 2030.

وتهدف الولايات المتحدة إلى تحقيق توازن تام بين صافي الانبعاثات الكربونية والكمية التي يتم امتصاصها طبيعياً بحلول العام 2050.