أعلنت الحكومة العراقية عن تنظيم رحلة طيران لإعادة عراقيين عالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا كانوا يأملون في العبور إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن بلاده ستسيّر "رحلة أولى للراغبين بالعودة الطوعية من بيلاروسيا يوم 18 من الشهر الجاري".

وعلى الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، لا يزال آلاف المهاجرين القادمين من منطقة الشرق الأوسط عالقين هناك، بما في ذلك مهاجرين من إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.

ولم يوضح الصحاف الآلية التي سيتمكن بها هؤلاء العالقون من ركوب الطائرة من مينسك إلى بغداد، لكنه أشار إلى أن 571 من العراقيين العالقين أعربوا عن استعدادهم للعودة "طواعية".

وأثارت الأوضاع الصعبة التي يواجهها هؤلاء المهاجرون على حدود بيلاروسيا استياء على الساحة السياسية العراقية خلال الأيام الماضية. إذ تنخفض درجات الحرارة ليلاً إلى ما دون الصفر، مما ترتب عليه وفاة عدة أشخاص.

ويفد أغلب المهاجرين من الشرق الأوسط وآسيا، ومعظمهم من النساء والأطفال، ويحاصرهم حرس الحدود البولندي من جانب، والحرس البيلاروسي من جانب آخر.

وتم تعليق رحلات جوية منتظمة بين بغداد ومينسك منذ أغسطس/آب الماضي، في خطوة قال الصحّاف إنها "لحماية المواطنين العراقيين من شبكات تهريب البشر عبر بيلاروسيا وبولندا".

كما أُغلقت البعثات الدبلوماسية البيلاروسية منذ أكثر من أسبوع في بغداد وأربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.

ونتيجة لتلك التدابير "تراجعت أعداد الرحلات التي تقلّ عراقيين إلى مينسك، لكن المشكلة هي أن البعض أخذ يسلك طريقا غير مباشرة عبر تركيا، وقطر، والإمارات، ومصر" بحسب الصحاف.

وفي يوم الجمعة، منعت تركيا مواطنين من سوريا، والعراق، واليمن من استقلال رحلات جوية منطلقة من مطاراتها إلى بيلاروسيا. وفي يوم السبت، أوقفت شركة أجنحة الشام - وهي شركة طيران سورية خاصة- رحلات متجهة إلى مينسك.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت الحكومة العراقية إجلاء 690 عراقيا عالقا على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا شرقي أوروبا.

وتقدّم السلطات في كردستان العراق الإقليم كمنطقة مستقرة نسبيا، لكنها تُتهم عادة بتقييد حرية التعبير.

وعلى مدى عقود، تناوب حزبان على السلطة في كردستان العراق، هما اتحاد كردستان الوطني، والحزب الديمقراطية الكردستاني.

ونقلت الوكالة الفرنسية للأنباء عن أكراد عراقيين عديدين القول إن غياب الأفق الاقتصادي، وعدم الاستقرار الأمني وراء رغبتهم في النزوح من الإقليم.

أزمة لاجئين جديدة في أوروبا

ومن المقرر أن يتوجه نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس إلى بغداد اليوم الاثنين لبحث أزمة الهجرة.

وتتبادل بولندا وبيلاروسيا في الآونة الأخيرة الاتهامات باستخدام العنف على الحدود. وأثارت تلك الحال أزمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على جانب، وبيلاروسيا وحليفتها روسيا على الجانب المقابل.

ويواجه نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اتهامًا من دول غربية بهندسة هذه الأزمة عبر تشجيع مهاجرين للقدوم إلى بيلاروسيا قبل نقلهم إلى الحدود مع بولندا.

عقوبات "متوقعة" على بيلاروسيا

ويمكن فرض مزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا اليوم الإثنين. وتشمل العقوبات المحتملة استهداف مطار العاصمة مينسك، في محاولة لمنع شركات الطيران الدولية التي تنقل المهاجرين من الهبوط هناك.

وكان لوكاشينكو، قد هدد بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، إذا فرضت عقوبات على بلاده بسبب أزمة المهاجرين المتصاعدة بين الجانبين.

وينظر الاتحاد الأوروبي إدراج شركات الطيران التي يعتقد أنها تنشط في تهريب المهاجرين ضمن القائمة السوداء.

واتهم مسؤولون في الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بإثارة الأزمة لتقويض أمن التكتل، وهو ادعاء تنفيه مينسك.

وظل الاتحاد الأوروبي، على مدى أشهر، إضافة إلى حلف شمال الأطلسي الناتو والولايات المتحدة الآن، يتهم لوكاشينكو، بإثارة أزمة جديدة للاجئين في أوروبا.