كراكاس: تُشكّل الانتخابات البلدية والمحلية الأحد في فنزويلا نقطة ارتكاز لنظام الرئيس نيكولاس مادورو الذي يسعى إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده، وللمعارضة أيضًا التي تأمل بانتخابات رئاسية ديموقراطية في العام 2024... بل قبل ذلك أيضا.

ومن المتوقع أن يقترع 21 مليوناً من أصل 30 مليون فنزويلي، في ظلّ تسابق 70 ألف مرشّح و23 حاكمًا ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية في 335 بلدة في فنزويلا التي تواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتضخّما مفرطا.


(لقطة من انطلاق المحادثات بين السلطة الفنزويلية والمعارضة في المكسيك. 13 آب/ أغسطس 2021 )


وبحسب المراقبين والمستطلعين، قد تستفيد السلطة من انقسام المعارضة.

ويرى المسؤول في السلطة ديوسدادو كابيلو أن "الماكينة (الانتخابية) (...) جاهزة لنيلنا فوزا شعبيا كبيرا"، مركّزًا على قدرته على حشد انصاره خلال الاقتراع في جولة واحدة في مواجهة المعارضة المنقسمة.

ويقول هنريك كابريلس الذي حلّ في المركز الثاني من الانتخابات الرئاسية مرّتين، "لنكن صادقين، سيفوز الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي الحاكم".

وبحسب المراقبين، قد تفوز المعارضة في ستّ ولايات كحدّ أقصى هي تاتشيرا وزوليا ولارا (غرب) ونيوفا اسبرتا (جزيرة) وسوكريه وأنزواتيغي (شرق).

في مواجهة عقوبات اقتصادية خصوصًا من الولايات المتحدة التي تريد إبعاد مادورو من السلطة، تسعى كراكاس إلى تليين موقفها بغية إعطاء ضمانات ديموقراطية "لرفع العقوبات ولو جزئيًا ولا سيما العقوبات التي تلقي بثقلها على النفط"، بحسب المحلل السياسي أوزوالدو راميريز من مؤسسة الاستشارات أو آر سي.

وتريد كراكاس التي جُمّد جزء من أموالها في الخارج، أن تصبح قادرة على بيع نفطها بسهولة أكبر بعد أن كانت الولايات المتحدة تشتريه بشكل رئيسي وأن تستورد بدون صعوبة.

تنازلات

وقدّمت السلطة تنازلات، بحيث فتحت بابًا لمفاوضات مع المعارضة وقامت بإصلاحات في المجلس الانتخابي الوطني ليشمل المعارضين ودعت بعثات مراقبة من الاتحاد الأوروبي أو مؤسسة كارتر.

وسيراقب الاتحاد الأوروبي سير الانتخابات في فنزويلا للمرة الأولى منذ 15 عامًا. وتجاهلت كراكاس بعض التصريحات التي تمسّ بـ"سيادتها"، مثل تصريحات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ما يدلّ على أن "النظام بحاجة لهذه البعثة" لإضفاء مصداقية على الاقتراع، بحسب معارض.

وقد تستأنف السلطة الحوار مع المعارضة في حال فازت، بحسب أوزوالدو راميريز.

غيّرت المعارضة المنقسمة بشدة استراتيجيتها، علما انها قاطعت الانتخابات الرئاسية عام 2018 والنيابية عام 2020.

وتسعى إلى قيام حركة من خلال تعبئة مجموعاتها المحبَطة قبل انتخابات 2024 الرئاسية، فيما يُشكّك المعارضون بذلك.

ودعا كابريلس الفنزويليين إلى التصويت، قائلًا "بصرف النظر عن النتيجة، يجب أن إعادة تنظيم الصفوف واحياء كل القوى الديموقراطية".

ولن يصوّت زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي تعترف خمسين دولة به كرئيس بالوكالة، لكنه قال "سواء تم التصويت او لا (...) لا معضلة بل تأكيد أن مادورو كان وسيظل غير شرعي"، مشيرًا إلى أهمية "توحيد النضال".

وقال الرئيس مادورو "فلنتحضّر لانتخابات كبيرة ليكون نصرًا كبيرًا للديموقراطية وللدستور وللحرية الجمهورية".

وأشار متخصص في الانتخابات ينتمي إلى المعارضة "لا إمكان للتزوير في الادوات (...) ولكن يمكن أن يحصل إكراه واضطهاد ورشوة وعدم تكافؤ على صعيد الوصول إلى وسائل الإعلام".

ويقول فرناندو اندرادي المرشّح في تاتشيرا "نعيش في دكتاتورية متنكّرة بزيّ ديموقراطية" منددًا بـ"معركة غير متكافئة".

وأكّد خوان غوايدو أن "اللعبة لم تكن عادلة" مضيفًا "نأمل أن تقدم بعثات المراقبة تقريرًا (...) يظهر الانتهاكات بوضوح".

واورد المحلّل لويث فيتشينتي ليون "هناك تحسّن. لن تكون الانتخابات ديموقراطية وشفافة وتنافسية، لكن الحكومة تتصرف بشكل مختلف بوجود المعارضة في المجلس الانتخابي الوطني ومراقبين دوليين".