طهران: اتّهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعاملة تمييزية بعد أيام قليلة على استضافتها مدير الوكالة رافاييل غروسي في طهران.

وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالفندي مساء الخميس للتلفزيون الرسمي "إنّه واقع. لا تُعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران كما يجب، وذكّرنا بذلك عدّة مرّات".

واعتبر أنّ إيران تُعامَل بهذه الطريقة لأنّ "المنظّمات العالمية خاضعة لتأثير الدول القوية".

وأضاف "تموّل الدول القوية هذه المنظمات وتضغط عليها".

ويترقّب الجميع استئناف المفاوضات الإثنين في فيينا بعد تعليقها منذ حزيران/يونيو، بين إيران والقوى الكبرى المشاركة في الاتفاق النووي المبرم في 2015، في محاولة لإنقاذه.

وأعلن رافاييل غروسي الأربعاء في اليوم الأول من اجتماعات حكّام الوكالة إثر عودته من طهران أنّ "المحادثات كانت بنّاءة لكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق رغم كلّ جهودي".

وقال كمالفندي "نحاول، في مواجهة سلوك المجتمع الدولي، تأكيد حقوقنا والتصدي للصورة السلبية التي يحاولون أن يفبركوها ضدّنا. يقول (الغربيون) إننا نسعى إلى الحصول على سلاح نووي وأنه يجب منعنا من ذلك بأي ثمن".

وأضاف "الصناعة النووية صناعة أساسية ويجب أن ننخرط فيها. علينا ألّا نستسلم وأن نواصل جهودنا".

اتفاق إيران-أميركا

وأبرم الاتفاق بين إيران من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، ونصّ على رفع جزء من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد طهران مقابل الحد بشكل كبير من نشاطاتها النووية ووضع برنامجها النووي تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.

إلّا أنّ مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديًّا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.

وردًّا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 التراجع تدريجًا عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتّهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكّد طهران أنّ خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي.

وستشارك في مفاوضات فيينا طهران والدول التي لا تزال طرفًا في الاتفاقية، فيما ستكون مشاركة الولايات المتحدة غير مباشر.