إيلاف من بيروت: لا عجب في ذلك. لا عجب في أن يخطئ حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، في عام استقلال لبنان. فهذا البلد ليس موجودًا في أدبيات الحزب الذي يجاهر بأنه حزب الولي الفقيه، وبأنه المقاومة الإسلامية في لبنان لا المقاومة الإسلامية اللبنانية.

فلبنان ليس حاضرًا في دويلة نصرالله، ولا في استراتيجياته، ولا في ألعابه الصبيانية، مرة على الحدود ومرات في الداخل اللبناني بوجه من يسميهم ادعاءً "شركاء في الوطن"، وهو من لا يعترف بشراكة ولا يعترف بوطن.

لا عجب في أن يخطئ حسن نصرالله في استذكار عام استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، فيظنه عام 1948، وهو في الحقيقة 1943. فهو ما زال يعيش في عام النكبة.. هذه النكبة التي يُحسن فعلًا، وبخبرة عشرات السنوات، استثمارها في السياسة والاستنهاض والمشاعر.

ولا عجب في أن يضحك هازئًا حين دسوا له ورقة فيها تصحيح، فنبذها جانبًا وأكمل ساخرًا: "معكن حق"، وكأنها مسرحية إخراجها "تافه".

نعم.. إنه عام 1948. فقضية فلسطين رابحة دائمًا، إن في الشعارات أو في الاستثمارات. ونصرالله أفضل من استثمر فيها وتاجر. إنه الوهم الذي يلجأ إليه كلما وجد نفسه "محشورًا في زاوية سياسية ما".. فمن يعرف الوهم إلا الوهم؟

يذكرني هذا الكلام بتوصيف صديق "شيعي" لحسن نصرالله وحزبه. إنه وجهان لوهم واحد: حلفاؤه واهمون إنه قوي فيستقوون به على منافسيهم في السياسة اللبنانية، وأخصامه واهمون أنه قوي فيهابون مواجهته.

ربما ذاب الثلج.. وبان المرج في عين الرمانة أخيرًا.