يضع الناس الزهور تكريما لرئيس الأساقفة الراحل ديزموند توتو
AFP
يتدفق الناس لتقديم تحياتهم الأخيرة إلى رئيس الأساقفة ديزموند توتو في جنوب إفريقيا

من المقرر أن تتم إذابة جثمان المناضل الراحل المناهض للفصل العنصري، رئيس الأساقفة ديزموند توتو، باستخدام المياه، في عملية توصف بأنها بديل صديق للبيئة مقارنة بحرق الجثث.

وتتم العملية بوضع الجسد في مزيج من المياه وهيدروكسيد البوتاسيوم مع استخدام الضغط والحرارة لإذابة الجسد في ما يعرف باسم عملية التحلل المائي القلوي.

وقال مايكل ويدير إن هذا هو "ما كان يتطلع إليه (توتو) كمناضل بيئي".

وأحتشد الآلاف من مواطني جنوب أفريقيا لألقاء نظرات الوداع والتبجيل الأخيرة على جثمان الأسقف توتو المسجى في كاتدرائية سانت جورج في كيب تاون.

وتأثر الآلاف بخبر وفاته قبل أسبوع عن عمر يناهز 90 عاما.

وقطع أحدهم، ويدعى والي مدلولي، مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر من بلومفونتين إلى كيب تاون - حيث طلب مساعدة العائلة والأصدقاء لدفع بعض تكاليف الرحلة واضطر للنوم في محطة بنزين في الطريق لإلقاء نظرة الوداع على جثمان توتو.

وقال لمراسلة بي بي سي نومسا ماسيكو في كيب تاون "أشعر بالرضا بعد أن رأيت التابوت. وكأن روحه في داخلي".

والي مدلولي متحدثا لبي بي سي
BBC
قطع والي مدلولي أكثر من 1000 كيلومتر لرؤية جثمان رئيس الأساقفة ديزموند توتو

وأضاف مدلولي "إنها ذكرى [سأحتفظ بها] لبقية حياتي"، قائلاً إنه يأمل أن يعيش هو وجميع مواطني جنوب أفريقيا بحسب قيم توتو.

ومن المتوقع أن يتم مراسم دفن "رماد" جثمان رئيس الأساقفة ديزموند توتو في نهاية هذا الأسبوع. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت عائلته ستختار إقامة حفلا خاصا بحضور محدود أو جعله عاما.

وفاة الأسقف ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام

قصة "الأسقف المتمرد" من جنوب أفريقيا

حياة الأسقف ديزموند توتو في صور

وكان توتو أوصى بأنه يجب "عدم التباهي أو الإنفاق بشكل مبالغ فيه" مراسم تأبينه، وأن يتم وصعه في "أرخص نعش متاح"، على أن تكون الزهور الوحيدة في الكاتدرائية "باقة من أزهار القرنفل من عائلته"، وفقا لمؤسسة ليغاسي ديزموند وليا توتو.

وسيتم دفن "رماد" توتو خلف المنبر في كاتدرائية القديس جورج في كيب تاون - الأبرشية الأنجليكانية التي شغل منصب رئيس الأساقفة فيها لمدة 35 عاما.

كيف تتم إذابة الجثة باستخدام المياه؟

يتم وصف طريقة الـ Aquamation، التي تستخدم الماء بأنها بديل صديقا للبيئة مقارنة بحرق الجثث الذي يستخدم النار. ويقول ممارسو هذه الطريقة إن كمية ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة المنتجة فيها هي أقل بنسبة تصل إلى 90٪ من تلك التي تنتج عن حرق الجثث.

والاسم التقني للعملية هو التحلل المائي القلوي - وتتضمن تسخين الجثة إلى 150 درجة مئوية في خليط من هيدروكسيد البوتاسيوم والماء لمدة تصل إلى 90 دقيقة.

ويؤدي ذلك إلى إذابة أنسجة الجسم، تاركا العظام فقط - التي يتم غسلها بعد ذلك بدرجة 120 درجة مئوية وتجفيفها ثم سحقها إلى بودرة خشنة باستخدام آلة تسمى بآلة حرق الجثث.

وبمجرد اكتمال كل هذه الخطوات، يمكن دفن الرفات أو نثرها وفقا لرغبة المتوفى التي أوصى بها - تماما كما يحدث في حرق الجثة العادي.