القدس: قرّرت إسرائيل في مواجهة انتشار موجة أوميكرون، متحور فيروس كورونا الشديد العدوى بعدم إغلاق البلاد، إنما إعطاء جرعة رابعة من اللقاح المضاد لكوفيد، ودعوة مواطنيها إلى أن يكونوا "مسؤولين" في التعاطي مع استمرار تفشي الوباء.

وأغلقت إسرائيل حدودها في 28 تشرين الثاني/نوفمبر ومنعت دخول الأجانب إلى أراضيها بعد بضعة أيام من اكتشاف إصابة بالنسخة المتحورة الجديدة للفيروس التي ظهرت أول مرة في جنوب إفريقيا، لكنها عادت وفتحت حدودها الأحد.

يقول البروفسور سيريل كوهين من جامعة بار إيلان إن الحكومة أغلقت في الأسابيع الأولى الحدود "للحد من انتشار الفيروس وتمكننا من الصمود لمدة شهر" .

ووصف ذلك بأنه "خطوة جيدة" أخّرت انتشار متحورة أوميكرون بشكل واسع محلياً وأكسبت الجهات المعنية الوقت للاستعداد للموجة عبر تشجيع السكان على الحصول على التلقيح أو على جرعة إضافية منه.

لكن الحكومة لم تنجح، خلال هذه الفترة، في رأيه، في "في تعزيز القدرة على إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس، وهي حقيقة تثير الإحباط الآن في جميع أنحاء البلاد".

انتشار المتحورة

بعد انتشار المتحورة وارتفاع عدد الحالات، توقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن يصاب ما بين مليونين إلى أربعة ملايين مواطن بالوباء. ويبلغ عدد سكان إسرائيل 9,4 ملايين.

وقرّرت الحكومة إعادة فتح الحدود أمام السياح، بعد أن اعتبرت أن استمرار إغلاقها غير مجدٍ بعد أن باتت المتحورة تنتقل داخل البلاد.

وأبقت الحكومة على دور العبادة والمطاعم والحانات مفتوحة للأشخاص الحاصلين على التطعيم وتخلت عن تتبع الحالات عبر الهواتف النقالة.

ويقول كوهين لوكالة فرانس برس إن استراتيجية الحكومة اليوم هي "نقل بعض إدارة هذه الأزمة من السلطات إلى المواطنين"، فيقع على عاتقهم أن يقرروا ما إذا كان يجب ان يتنقلوا، وكذلك بالنسبة إلى إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس أو عزل أنفسهم.

يؤكد عالم الأوبئة هاغاي ليفين، رئيس الرابطة الإسرائيلية لأطباء الصحة العامة، لوكالة فرانس برس أن قرار إسرائيل "الاستمرار في الحياة الطبيعية سيؤدي حتماً إلى انتشار الفيروس".

ويؤيد ليفين قرار تجنب إغلاق جديد لأن "الإغلاق لا يمنع انتشار الفيروس"، معتبراً أن الخطر الرئيسي في الاستراتيجية الحالية "سياسي".

ويوضح إن "تغيير سياسة الإجراءات بشكل مستمر يسبب ارتباكاً وشعوراً بأن الحكومة لا تسيطر على الوضع، وهذا صحيح، لأنه لا يمكن السيطرة" على موجة أوميكرون.

أسوأ لحظات الأزمة

في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات التي تجاوزت عتبة 37000 يوميًا، أي ما يقرب من أربعة أضعاف مقارنة بأسوأ لحظات الأزمة قبل أوميكرون ، يتزايد الضغط على النظام الصحي والعاملين في المجال الطبي.

وبين المصابين حالياً وزير الخارجية يائير لبيد الذي حجر نفسه في منزله، وفق ما قال للإذاعة العامة الإسرائيلية.

وقال البروفسور سلمان زرقا، منسق استراتيجية مكافحة فيروس كورونا في البلاد، "نتوقع إصابة العديد من العاملين في الجهاز الصحي وفي قطاعات أساسية من الاقتصاد، ولهذا سندرس مع الخبراء إمكانية تقصير فترة العزل" للمصابين دون عوارض.

كانت الدولة العبرية من أولى الدول التي أطلقت في كانون الأول/ديسمبر 2020 حملة تطعيم واسعة، مكنّت من تلقيح أكثر من 80% من البالغين بجرعتين، ثم تلقى أكثر من نصف سكان البلاد بقليل جرعة ثالثة بدأ إعطاؤها في الصيف.

وأعطت الحكومة الضوء الأخضر لإعطاء جرعة رابعة للأشخاص المعرضين للإصابة بفيروس كوفيد، دون اختبار سريري مسبق.

وقال بينيت إن إسرائيل التي كانت من أوائل الدول التي أعطت سكانها الجرعة الثالثة، ستكون أيضاً رائدة في البدء بإعطاء الجرعة الرابعة.

التأقلم مع الطوارىء

وعلى الرغم من بيانات أولية من مستشفى شيبا تظهر زيادة بمقدار خمسة أضعاف في الأجسام المضادة للفيروس لدى لأشخاص الذين تلقوا مؤخرًا الجرعة الرابعة، إلا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتأكد من فعاليتها، وفق خبراء إسرائيليين.

ويقول ليفين "في إسرائيل، نحن معتادون على التأقلم مع الطوارىء (...). قررنا إعطاء الجرعة الثالثة بسرعة، وعندما ننظر إلى الوراء، نرى أن ذلك أتى ثماره".

لكن كوهين يرى أنه من المبكر التوصل الى خلاصات حول الجرعات الرابعة.

ويقول "أتفهم قرار السماح به للأشخاص المعرضين للخطر". لكن "لا نعرف ما إذا كان سيحدث فرقًا مقارنة بالجرعات الثلاث".