ايلاف من لندن: ارتكب تنظيم داعش فجر الجمعة مجزرة بشرية ضد قوات عراقية شمال شرق بغداد راح ضحيتها 11 عسكريا بينهم ضابط اعدموا رميا بالرصاص مادفع لاعلان حال الطوارئ في المنطقة.
فقد هاجم مسلحون لتنظيم داعش يقدر عددهم بعشرة افراد بأسلحة خفيفة وقناصين عناصر مقر السرية الأولى في الفرقة العسكرية الاولى للجيش العراقي في منطقة الطالعة بناحية العظيم في محافظة ديالى (140 كم شمال شرق بغداد) ما تسبب بمقتل جميع عناصر السرية.
وقد وصلت تعزيزات عسكرية مع وفد من وزارة الدفاع العراقية يضم نائب قائد العمليات المشتركة ورئيس اركان الجيش الى مكان الهجوم وبدأ تحقيقا في ملابساته فيما تم نقل الضحايا إلى الطب العدلي.
ومن جهتها أعلنت قيادة عمليات محافظة ديالى حالة الاستنفار القصوى وفتح تحقيق بحادث مصرع العسكريين وقال العقيد سلمان مدير إعلام عمليات ديالى إن "قائد عمليات ديالى توجه الى مكان الحادث لاستطلاع الموضوع" .. مشيراً الى أن "أي حادث يحصل يكون هناك تحقيق داخلي من قبل القيادات العسكرية".

كشف تفاصيل الهجوم
وكشف محافظ ديالى مثنى التميمي اليوم تفاصيل هجوم داعش موضحا إن "الاعتداء تم على أفراد من الفرقة الأولى في منطقة العظيم في المنطقة الفاصلة مع حدود محافظة صلاح الدين".. مشيراً الى أن "السبب الرئيسي هو إهمال المقاتلين في تنفيذ الواجب لأن المقر محصن بالكامل ،وتوجد كاميرات حرارية ونواظير ليلية وأيضاً هناك برج مراقبة كونكريتي".

قوات عراقية في مواجهة تنظيم داعش شمال بغداد الجمعة 21 كانون الثاني يناير 2022 (الاعلام الامني)

وأوضح المحافظ لوكالة الانباء الرسمية أن "قائد الفرقة الأولى على مستوى عال من المسؤولية لكن الإرهابيين استغلوا برودة الطقس وإهمالاً في الالتزام بتنفيذ الواجبات ما جعل الإرهابيين ينفذون جريمتهم ومن ثم انسحابهم الى صلاح الدين".
واوضح أن "المحافظة طالبت سابقاً ،وتطالب حالياً بضرورة التصدي لتسلل الإرهابيين من محافظة صلاح الدين الى ديالى ووضع حد لمساحة 65 كيلومتراً من الحدود بين المحافظتين لمنع تسلل الإرهابيين لأنه من دون ذلك ستستمر مثل هذه الخروقات".
وأضاف أن "العراقيين يخوضون حرباً عالمية ضد الإرهاب ما يحتاج الى تسخير جميع إمكانيات وزارة الدفاع للقضايا الفنية وإنشاء منظومة فنية من كاميرات ونواظير ليلة وسواتر لتحصين الحدود الفاصلة مع محافظة صلاح الدين".

اعدام الجنود
ومن جانبه أوضح مصدر عسكري ان مقر سرية الجيش العراقي يقع فوق تل ترابي يشرف على حاوي العظيم وهي النقطة الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين وهي أخطر المناطق في العراق حاليا بسبب كثافة هجمات داعش ومحاولات التسلل بين المحافظتين وهي جزء من نهر العظيم .
واضاف ان خلايا داعش هاجمت بعد الثانية فجرا بوابة السرية بشكلٍ مباغت بعد التسلل من المنحدرات الى اعلى التل وقتلت اثنين من الحرس ثم هاجمت مقر السرية بالقنابل وسيطرت على السرية خلال دقائق ثم اخرجت الجنود وقامت بإعدامهم رميا بالرصاص قبل الانسحاب مرتكبين مجزرة كبيرة.
وبين ان الهجوم كان مباغتاً وعناصر داعش استغلوا سوء الاجواء المناخية والبرد الشديد بالإضافة الى ان السرية لم تزود بكاميرا حرارية رغم انها تقع في اخطر منطقة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين.

صالح يدعو لتمتين الجبهة الداخلية
ووصف الرئيس العراقي برهم صالح جريمة داعش بانها خسيسة داعيا الى تمتين الجبهة الداخلية والمضي في تشكيل حكومة مقتدرة حامية للامن الوطني .

وقال صالح في تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" اليوم "الهجوم الإرهابي الجبان الذي تعرض له ابطال الجيش في ديالى محاولة خسيسة وفاشلة لاستهداف امننا، وقطعاً لا يمكن الاستخفاف بمحاولات احياء الارهاب على صعيد المنطقة. واجبنا تمتين الجبهة الداخلية والمضي في الاستحقاقات الوطنية الدستورية لتشكيل حكومة مقتدرة حامية للامن الوطني وخادمة للشعب".

ويأتي هجوم داعش هذا بعد ان بدأ التنظيم خلال الاشهر الاخيرة يعاود الظهور على شكل مجموعات مسلحة تشن هجمات مباغتة في مناطق العراق الشمالية على طريقة حرب العصابات وفي أغلبها هجمات انتحارية أو كمائن أو عمليات انتحارية برغم اعلان العراق أواخر عام 2017 عن انتصاره على التنظيم وطرد مسلحيه من جميع المدن الرئيسية التي سيطروا عليها منتصف عام 2014.