إيلاف من لندن: برغم التحذرات من مخاطر توسع فتنة اقتتال شيعي شيعي في محافظة ميسان العراقية الجنوبية وارسال وفدي وساطة الى هناك واجراء تغييرات في القيادات الامنية فقد شهدت ليل الخميس اربع تفجيرات جديدة.

واعلن مصدر أمني عن وقوع اربعة انفجارات في اماكن مختلفة من مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان" (365 كم جنوب بغداد) بينها ثلاث عبوات صوتية من دون تسببها في خسائر بشرية. حسث استهدف احدها منزل عضو في سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر والاخر مدرسة أهلية.

وتزامنت هذه الانفجارات مع وصول وفد بعث به الى العمارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يضم ثلاثة من قياديي التيار حيث قام فور وصوله بحضور مجلس عزاء المقاتل في سرايا السلام التابعة للتيار الصدري كرار ابو رغيف الذي اغتاله مسلحون مجهولون مساء الاربعاء.. كما زار هناك ايضا منزل القاضي المختص في التحقيات بجرائم المخدرات احمد فيصل الساعدي الذي اغتاله مسلحون في الخامس من الشهر الحالي.

وقف عمليات الاغتيال المتبادلة
وتنتظر المدينة اليوم وصول وفد زعيم حركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي الى هناك للتعاون مع وفد الصدر في محاولة لوقف عمليات الاغتيال المتبادلة بين الجهتين والتي تصاعدت في الايام الاخيرة بشكل خطير واتسعت بمشاركة العشائر في المحافظة في الاقتتال فيما بينها وهي امتدادات للموالين للطرفين.

وحذر الصدر من انه "في حال لم يستجب أحد الطرفين فانه سيعلن البراءة منه بلا تردد.. داعيا مسؤول العصائب في المحافظة الى التعاون مع لجنته ودرء الفتنة "وإلا فأن ذلك سيكون باباً للتبرُّء منه ومن غيره أيضاً".

اما الخزعلي فقد حدد مهمة لجنته برفع اسم أيّ فرد مُنتمٍ الى حركته العصائب أو يدّعي الانتماء إليها ويثبت تورّطه في هذه الجرائم لإعلان البراءة الإدارية منه وفصله .. منوها الى ان "إعلان البراءة الإدارية من أفراد حركة العصائب وفصلهم هو واجبه ومسؤوليته القانونية والأخلاقية وليست وظيفة الآخرين.

وتشهد محافظة ميسان منذ اسابيع عمليات اغتيال واقتتال عشائري طرفاه التيار الصدري وحركة عصائب اهل الحق حيث ان هناك عداء بين الجهتين منذ ان انشقت العصائب عن جيش المهدي التابع للصدر عام 2006 وهي جماعة سياسية لها مليشيا مسلحة وقد أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب.

تغييرات في قيادات شرطة المحافظة
وازاء تدهور الوضع الامني في المحافظة بشكل خطير وبعد توجيهات اصدرها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال زيارته للمحافظة الاربعاء الماضي فقد أعلنت مديرية شرطة ميسان أمس عن إجرائها تنقلات بين مراكز القيادات المهمة في مقر القيادة واعداد جدول باستبدال مواقع للضباط المسؤولين.

وقالت قيادة شرطة المحافظة في بيان تابعته "ايلاف" انه تنفيذا لامر القائد العام رئيس الوزراء الكاظمي ووزير الداخلية عثمان الغانمي بدراسة ملاحظات رئاسة محكمة استئناف ميسان الاتحادية حول مواضع الخلل وشبهات الفساد المؤشرة في مفاصل مديرية شرطة المحافظة والاقسام ومراكز الشرطة والجهات التحقيقية التابعة لها فوراً.

القوات الامنية في محافظة ميسان واصلت الجمعة عمليات اعتقال لمتهمين بعمليات اغتيال وارهاب ومخدرات ومشاركة في نزواعات عشائرية (الاعلام الامني)

واكدت قيادة الشرطة انها شرعت بدراسة تلك الملاحظات وأجرت تغييرات في مراكز القيادات المهمة في مقر القيادة واعدت جدول تنقلات واستبدال مواقع كما عالجت شبهات الفساد ومواضع الخلل.

وكان رئيس محكمة استئناف محافظة ميسان حيدر حنون قد كشف عن تقديمه طلبا لاعفاء قائد شرطة المحافظة من منصبه بتهم فساد .. موضحا إنه خلال لقاء الكاظمي في المحافظئة الاربعاء تم الاتفاق على مكافحة الفساد في قيادة شرطة ميسان بعدما ثبت وجوده فيها.

قيادة عمليات ميسان

وكان الكاظمي أمر مؤخراً بتشكيل قيادة عمليات ميسان على أن تتولى القيادة والسيطرة على الأجهزة الأمنية كافة في المحافظة مكلفا اللواء الركن محمد الزبيدي قائداً لها.

كما وجه الاحد الماضي بفتح تحقيق فوري بعمليات الاغتيال الأخيرة في المحافظة ميسان ورسل وفدا أمنيا رفيعا الى المحافظة الجنوبية لغرض المتابعة والإشراف المباشر على التحقيق ثم قام بزيارتها بنفسه الاربعاء حيث عقد اجتماعاً مهما مع قيادات الأجهزة الأمنية هناك.

وبالتوازي مع الجهود السياسية لوقف انحدار الاوضاع في ميسان الى مديات لايمكن السيطرة عليها فقد تواصلت الجمعة عمليات عسكرية لفرض الأمن والقانون في المحافظة حيث تم لحد الان اعتقال حوالي 100 مطلوب في المحافظة.