إيلاف من لندن: أطلق حزب الله في الأيام الأخيرة مسيرات عدة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، أسقطت تل أبيب بعضاً منها، فيما استطاعت إحداها العودة إلى الأراضي اللبنانية بالرغم من تشغيل القبة الحديدية، وتحليق مروحيات ومقاتلات F16 لمواجهتها.

ويقول مصدر مطلع لـ "إيلاف" إنَّ الخطر من المسيرة كان على ما يبدو كبيراً، إذ لم يسبق لإسرائيل أن أطلقت مقاتلات أو مروحيات في وضع مماثل، مثلما لم يسبق أن شغلت القبة الحديدية للتصدي لهذا النوع من المسيرات.

رسالة مدوية
ويضيف المصدر أن الرد الإسرائيلي اللاحق، والذي تمثل بتحليق الطيران الإسرائيل فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مخترقاً جدار الصوت، لم يأت صدفة، إنَّما كان رداً غير متناسق ومبالغ فيه، كرسالة من إسرائيل للحزب أنها لن تتهاون معه في أي مواجهة مستقبلية.


منظومة القبة الحديدية على أهبة الاستعداد على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية

وكان حزب الله قال على لسان بعض من المقربين منه إن اطلاق المسيرة وعودتها يمثل انتصاراً للمقاومة وإحراجاً لإسرائيل وجيشها المتطور، إذ أن مسيرة صغيرة استطاعت أن ترغم قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي على إعلان الاستنفار العام لساعات طويلة.

خشية من رد أكبر
اللافت أن حزب الله لم يطلق الصواريخ المضادة للطائرات من نوع سام 7 أو اس 200، بالرغم من تلويح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سابقاً بذلك. ويبدو أنه لم يفعل لخشيته من رد أكبر يدخل لبنان في أزمة جديدة يفقد الحزب فيها ما تبقى له من مصداقية "المقاوم" و"حامي لبنان"، بحسب ما يقول مسؤول لبناني رفيع.

الى ذلك، تقوم إسرائيل في الآونة الاخيرة بتطوير تقنيات ليزر وتكنولوجيا متطورة لمواجهة المسيرات الصغيرة والتي تحمل متفجرات، وتقليل كلفة مواجهتها بصواريخ القبة الحديدية، واصطياد مثل هذه المسيرات بطرق أخرى أقل كلفة مالية، وتجنيب المنطقة تصعيداً آخر قد يؤدي في حال أي خطأ إلى حرب شاملة في المنطقة، كما تقول مصادر تتابع الشأن اللبناني.