الخرطوم: أطلقت قوات الأمن السودانية الغازات المسيلة للدموع الثلاثاء على آلاف المتظاهرين المناهضين لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي، على ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس، فيما اعتقلت السلطات سياسيا بارزا.
ويشهد السودان تظاهرات منظمة منذ انقلاب البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 على شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها بين المدنيين والعسكريين بعد اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.
وشنت السلطات الجديدة حملة قمع عقب الانقلاب استهدفت قيادات مدنية وناشطين مطالبين بالديموقراطية.
وأطلقت قوات الأمن الغازات على المتظاهرين الذين كانوا يتجهون الى القصر الرئاسي على ضفة النيل في وسط الخرطوم، مقر الفريق أول البرهان، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
وأصيب عدة أشخاص بجروح، وفق المصدر نفسه.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي، انطلقت التظاهرات تحت شعار "موكب نساء السودان" وهتف المتظاهرون "عاشت الكنداكات" وهو الاسم الذي يطلقه السودانيون على الناشطات السودانيات اللاتي يشاركن في التظاهرات المطالبة بالديموقراطية، تيمنا بملكات النوبة.
ورفع المتظاهرون في شمال الخرطوم أعلام السودان وصور المتظاهرين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات منذ الانقلاب.
وأسفر قمع التظاهرات ضد الانقلاب عن مقتل 85 شخصا وإصابة المئات، وفقا للجنة الأطباء المركزية (نقابة أطباء مستقلة).
والثلاثاء أيضًا، اعتقلت قوات الأمن السياسي بابكر فيصل أثناء مشاركته في جنازة في شمال الخرطوم، بحسب ما أعلن حزب التجمع الاتحادي المعارض.
وكان بابكر فيصل عضوا في اللجنة المكلفة استعادة المملكات التي استولى عليها نظام البشير.
وأوقف عدة أعضاء بارزين في هذه اللجنة الشهر الماضي من بينهم محمد الفكي الذي كان من الأعضاء المدنيين في المجلس السيادي قبل انقلاب البرهان.
منذ تولي الجيش الحكم، اتهمت السلطات اللجنة باختلاس الأموال التي صادرتها، وهي اتهامات ينفيها أعضاؤها.
والاثنين، أكد مجلس الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان أن نحو ألف شخص اعتقلوا في السودان منذ الانقلاب بينهم نساء وأطفال.
وقالت رئيسة المجلس ميشال باشيليه إن "السلطات السودانية يجب أن تتوقف عن الاستخدام المفرط للقوة والذخيرة الحية ضد المتظاهرين".
والاثنين أيضًا، أكد سفراء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة في بيان استمرار "دعمهم للشعب السوداني" لنيل "الحق في التجمع السلمي وفي حرية التعبير عن الآراء دون ترهيب".
وقالوا في بيانهم "نشهد الآن محاولات متواصلة للحد من حرية التعبير والتجمع السلمي .. وندعو السلطات الى السودانية الى العودة الى الالتزامات التي تعهدت بها بشأن حرية وسائل الاعلام وسلامة الصحافيين".
التعليقات