نيودلهي: أجرى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا السبت محادثات مع نظيره الهندي ناريندرا مودي حض خلالها مودي على تبني نهج أكثر صرامة إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا لكن البيان المشترك الذي صدر بعد المحادثات في نيودلهي خلا من أي إدانة لأفعال روسيا.

وخلافا لمواقف بقية الدول الأعضاء في مجموعة "كواد" التي تضم إلى الهند أستراليا والولايات المتحدة واليابان، امتنعت نيودلهي عن التصويت على ثلاثة قرارات أممية تدين الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، واكتفت بالدعوة إلى وقف العنف فيما استمرت في شراء النفط الروسي.

وقال كيشيدا في مؤتمر صحافي مشترك أنه أجرى مع مودي "نقاشا عميقا" وبأن "الغزو الروسي ... يهز أسس نظام المجتمع الدولي وينبغي التعاطي إزاءه بحزم".

وقف العنف

غير أن مودي لم يشر مباشرة إلى أوكرانيا، واكتفى بيانهما الخطي المشترك الذي صدر بعد اللقاء، بالدعوة إلى "وقف فوري لأعمال العنف والإشارة إلى عدم وجود خيار آخر سوى مسار الحوار والدبلوماسية لتسوية النزاع".

ومن دون تسمية أي دولة شددا على "ضرورة أن تسعى جميع الدول إلى تسوية سلمية للخلافات بما يتماشى مع القانون الدولي ومن دون اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة أو إلى أي محاولة من جانب واحد لتغيير الوضع القائم".

ومطلع آذار/مارس لم يتمكّن كيشيدا والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون من إقناع رئيس الوزراء الهندي بدعم موقفهم إزاء أوكرانيا.

وفي بيان مشترك آنذاك اكتفت مجموعة "كواد" بالإشارة إلى أن قادتها "تطرّقوا إلى النزاع والأزمة الإنسانية في أوكرانيا وأجروا تقييما لتداعياتهما الأوسع نطاقا"، وخلا البيان من أي إدانة لموسكو.

وفي بيان منفصل قالت الهند إن على "كواد أن تواصل تركيزها على هدفها الرئيسي ... في منطقة المحيطين الهندي والهادئ" والمتمثل بإرساء السلام والاستقرار والازدهار.

ومن المقرر أن يجري مودي محادثات عبر الفيديو مع موريسون في 21 آذار/مارس تتناول التجارة، وقد يضغط فيها موريسون مجددا على نظيره الهندي للانضمام للموقف الغربي بشأن أوكرانيا.

أكبر مصدّر للأسلحة

وتعد روسيا أكبر مصدّر للأسلحة إلى الهند منذ الحقبة السوفياتية. لكن نيودلهي تحتاج الآن إلى دعم أكبر من مجموعة "كواد" في مواجهة تنامي النفوذ الصيني في المنطقة.

والتوتر بين الهند والصين في أعلى مستوياته منذ المواجهات التي دارت بينهما عام 2020 في المنطقة الحدودية المتنازع عليها في الهيملايا، وقد أوقعت 20 قتيلا على الأقل في صفوف القوات الهندية وأربعة قتلى في صفوف القوات الصينية.

وأرسلت كل منهما تعزيزات من الجنود ومعدات عسكرية إضافية إلى هذه المنطقة. وغالبية المعدات التي أرسلتها الهند روسية الصنع.

وأكد كيشيدا ومودي "على رؤيتهما المشتركة لمنطقة محيطين هندي وهادئ حرة ومفتوحة، خالية من الترهيب"، في إشارة إلى تنامي نفوذ الصين التي تمثل مصدر قلق لكواد.

وقال البيان الصادر بعد أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى الهند منذ 2017، إن اليابان سترصد خمسة تريليونات ين للاستثمار في القطاع العام والخاص في الهند في السنوات الخمس القادمة.

وعبر الزعيمان أيضا عن القلق "إزاء الوضع في بورما ودعيا لوقف العنف وإطلاق سراح الموقوفين والعودة إلى مسار الديموقراطية".

وتعهدا تعزيز التعاون في مكافحة التغير المناخي ودانا عمليات "إطلاق الصواريخ البالستية المزعزعة للاستقرار" من جانب كوريا الشمالية.