يريفان: أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان الخميس أنه سيلتقي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في السادس من نيسان/أبريل، بوساطة أوروبية، للاتفاق على إطلاق مفاوضات سلام ترمي إلى إنهاء النزاع في إقليم ناغورني قره باغ.

ويأتي الإعلان بعد عودة التوترات في الأيام الأخيرة إلى هذه المنطقة التي تتنازع عليها الدولتان الواقعتان في القوقاز، منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال باشينيان أمام مجلس الوزراء "في السادس من نيسان/أبريل من المقرر عقد لقاء في بروكسل مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف".

وأضاف "آمل في هذا اللقاء مع الرئيس الأذربيجاني، (أن نتوصل) لتفاهم بشأن كافة المسائل المرتبطة بإطلاق المفاوضات حول اتفاق سلام".

وأكد رئيس الوزراء أنه مستعدّ لبدء "محادثات سلام في أقرب وقت ممكن".

وسبق أن التقى الرجلان في كانون الأول/ديسمبر بحضور ميشال أيضًا.

لم تؤكد باكو على الفور انعقاد هذه القمة، لكن الاتحاد الأوروبي أشار في بيان إلى أن مسؤولين كبارًا من البلدين اجتمعوا الأربعاء في بروكسل لتحضير اللقاء.

وجاء في البيان أن المسؤولين ناقشوا مسألة "الوضع السياسي والأمني وكذلك مجموعة كاملة من المشاكل بين أرمينيا وأذربيجان".

وقالت يريفان كما باكو في الأيام الأخيرة، إنهما تريدان استئناف الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى معاهدة سلام.

توتر

تأتي هذه التطمينات بعد ارتفاع جديد في مستوى التوتر في ناغورني قره باغ، الإقليم الذي تتنازع عليه الجمهوريتان السوفياتيان سابقًا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

وكانت روسيا قد اتّهمت السبت أذربيجان بانتهاك وقف إطلاق النار الذي جرى التفاوض عليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 وضمنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإنهاء المواجهات المسلحة التي استمرّت ستة أسابيع آنذاك. ونُشرت قوات حفظ سلام روسية مذاك.

بحسب موسكو، احتلّت القوات الأذربيجانية بلدة واستخدمت طائرات مسيّرة هجومية. وقُتل ثلاثة جنود أرمن، بحسب يريفان.

واتّهمت أرمينيا باكو بقطع الغاز عن قره باغ، ما تسبب بحرمان السكان من التدفئة في ظلّ طقس بارد.

ورفضت أذربيجان هذه الاتهامات مشدّدةً على سيادتها على المنطقة.

أعلنت منطقة ناغورني قره باغ الجبلية التي يسكنها بشكل أساسي الأرمن، انفصالها عن أذربيجان إثر تفكك الاتحاد السوفياتي، ما أدى إلى اندلاع حرب أولى في التسعينات تسببت في مقتل 30 ألف شخص وشردت مئات الآلاف.

وتجدد النزاع المسلح في خريف عام 2020، ما أسفر عن مقتل 6500 شخص في ستة أسابيع.

وانتهى النزاع بهزيمة ساحقة لأرمينيا التي أجبرت على التنازل لأذربيجان عن ثلاث مناطق محيطة بناغورني قره باغ.

إضافة إلى التوترات بشأن هذه المنطقة، تندلع باستمرار اشتباكات بين البلدين على حدودهما، بسبب غياب الترسيم الدقيق للحدود والادعاءات المتناقضة من الجانبين.